أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت مقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، وليعاد تسليط الضوء على الإمبراطورية المالية للحزب التي تتضمن بعض الأنشطة غير القانونية كتهريب النفط وتجارة المخدرات.

ووصف تقرير صادر عن معهد الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لجامعة واشنطن، والذي أُنشئ بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية، حزب الله «بالكيان الصعب متعدد قنوات التمويل والمتجذر بعمق في المجتمع والحكومة اللبنانية».

وقال التقرير إن حزب الله أنشأ «شبكة مالية عالمية تجمع بين الأنشطة القانونية وغير القانونية التي تغطي الاحتياجات المالية ليس لحزب الله فقط» لكن لبعض الأذرع الإيرانية أيضاً.

وفند التقرير الهرم المالي لحزب الله في عدة نقاط.

الأنشطة غير القانونية لحزب الله

أوضح التقرير أن حزب الله «منذ إنشائه تصرف كجهة هجينة شبه حكومية ووجد طرقاً إبداعية مختلفة لتمويل أنشطته، ومن أجل التخفيف من آثار العقوبات المتزايدة ضد إيران، شكّل حزب الله مرونته الخاصة وقدرة أكبر على التهرب من الجهود التي تستهدف علاقاته المالية مع إيران».

وأشار التقرير «قد حدث كل هذا ليس فقط في المنطقة، بل وأيضاً على مستوى العالم، ما أفاد الشتات اللبناني الضخم الذي دعم أهداف حزب الله».

وتسهم الأنشطة غير القانونية للحزب بنحو 30 في المئة من تمويله وفقاً لعدد من التقارير.

إيرادات الحزب من الأنشطة النفطية غير المشروعة

وقال التقرير «مع تزايد نفوذ حزب الله إقليمياً وتولى دوراً إضافياً في إدارة مخططات مالية غير مشروعة لتمويل أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحلفاء إيران ووكلائها في المنطقة، وكانت إحدى الطرق هي تسهيل نقل ملايين البراميل من النفط الإيراني».

وأشار التقرير إلى أنه بعد اشتراك الحزب في الحرب بسوريا فقد زاد دوره في تهريب النفط ولم يعد الأمر مقصوراً على النفط الإيراني، بل شمل النفط السوري أيضاً.

إيرادات حزب الله من المخدرات

وأضاف التقرير «على الرغم من أن حزب الله أنكر فوائده المالية من المخدرات، فإن فتوى من المفترض أنها صدرت في منتصف الثمانينيات سمحت للحزب ببيع المخدرات لغير المسلمين».

وتابع التقرير «أصبح حزب الله منتجاً رائداً للمخدرات مثل الكبتاجون في لبنان وسوريا والكوكايين من كولومبيا وفنزويلا، ومصدراً في جميع أنحاء العالم».

غسل الأموال لحزب الله

وكشف التقرير أنه «من أجل تجنب القيود القانونية حول حزب الله أنشطته الإجرامية إلى شبكات قانونية في قطاعات مثل العقارات والبنوك والسيارات».

وأوضح التقرير أن «غسل الأموال هذا عالمي ويصعب تعقبه ولكنه يمنح حزب الله الفرصة لاستخدام الشبكة في مساعدة الشركات العالمية الراسخة».

وقال التقرير «من الأمثلة البارزة على هذا النمط من العمل أن حزب الله استخدم مخططاً واسع النطاق لغسل الأموال يعتمد على عصابات المخدرات وتجار السيارات في الولايات المتحدة والأنظمة المصرفية الأجنبية».

إيران

يرى التقرير أن أساس النظام المالي لحزب الله هو الدعم الإيراني، وتقدم طهران للحزب اللبناني بين 700 مليون إلى مليار دولار سنوياً.

ويمثل هذا المبلغ نحو 70 في المئة من الموارد المالية للحزب، وقال نصر الله في تصريح سابق «نحن صرحاء بشأن حقيقة أن ميزانية حزب الله ومداخيله ونفقاته وكل ما يأكله ويشربه وأسلحته وصواريخه تأتي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

التمويل المحلي في لبنان

وقال التقرير عن التمويل المحلي لحزب الله «سمح تعقيد النظام السياسي اللبناني للحزب بنشر مخالبه المالية داخل هيكل الحكومة والحفاظ على قاعدته المالية في لبنان»، معقباً «وقد خلق هذا وضعاً ملائماً لإنشاء دولة داخل الدولة يسيطر عليها حزب الله وتغلغل في مؤسسات الدولة الرئيسية».

وأضاف التقرير «أحد مصادر الدخل هو الخمس، ويستند هذا المفهوم إلى الدين الشيعي الذي يلزم جميع الشيعة بالتبرع بخمس دخلهم السنوي للزعماء الدينيين».