بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يترقب العالم الرد بالانتقام من الحزب وتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وانعكاس هذا على أسواق المال، وخاصة النفط والذهب.
الحزب سارع بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الخبر إلى إطلاق عدد من الصواريخ تجاه قواعد عسكرية إسرائيلية، ما ينذر بتصعيد كبير ويقضي على أية آمال لقرب انتهاء الصراع بالمنطقة، وهي أخبار ليست بالجيدة للأسواق.
بعد مقتل نصر الله.. ماذا ينتظر الذهب؟
منذ بداية العام تشهد أسعار الذهب ارتفاعات متتالية، فقد قفز المعدن الأصفر بنحو 30 في المئة منذ بداية عام 2024، والسبب الرئيسي لذلك هو التوترات الجيوسياسية.
وقد تسبب تصعيد سابق بين حزب الله وإسرائيل في منتصف أغسطس آب الماضي عندما تبادلا إطلاق النار عقب مقتل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر في هجوم إسرائيلي في ارتفاع أسعار الذهب.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ايفولف القابضة سامح الترجمان في تصريحات سابقة لـCNN الاقتصادية «في رأيي أن أسباب صعود الذهب واضحة، فنحن في عالم يواجه أزمات اقتصادية وجيوسياسية، وبالطبع حرب الشرق الأوسط التي لا نعرف مداها، هل ستتسع؟ هل ستنتهي سريعاً؟ خاصة ما يحدث في لبنان، وما هو مستمر في غزة، كل هذه العوامل تؤثر على ارتفاع أسعار الذهب».
قفزت رهانات مديري الأموال على صعود سعر الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 4 أعوام، إذ أظهرت بيانات أميركية أمس الجمعة أن صناديق التحوط والمضاربين الكبار قد عززوا مراكزهم الشرائية الصافية 0.9% إلى 254841 عقداً حتى 24 سبتمبر أيلول الحالي، لتصل لأعلى مستوياتها منذ مارس آذار 2020.
وشهد الأسبوع الماضي تسجيل أونصة الذهب أعلى مستوى لها على الإطلاق عندما بلغت 2685.58 دولار.
من جانبها قالت شركة الاستشارات والتحليلات المالية ألباين ماكرو في مذكرة إن على المستثمرين التفكير في شراء الذهب في ظل ترجيح تتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في الأشهر المقبلة.
وكان رجل الأعمال الأميركي روبرت كيوساكي قد توقع في وقت سابق من العام الحالي أن يبلغ سعر أوقية الذهب 3000 دولار بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
ومن جانبه قال كبير محللي السوق لدى شركة إف إكس برو أليكس كوبتسكيفيتش إن الذهب قد يتداول في نهاية المطاف عند مستوى يتراوح بين 2800 و2900 دولار للأوقية.
سوق النفط يتأهب لمواجهة زيادة التوترات
رغم تراجع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة، فإن زيادة التوترات في المنطقة نتيجة للتصعيد المنتظر بين حزب الله وإسرائيل قد يمثل داعماً للأسعار بالزيادة.
وأكدت المذكرة الصادرة عن ألباين ماكرو في أغسطس آب 2024 أن الصراع في الشرق الأوسط لديه «فرصة قوية للتصعيد في الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة»، وهو ما من المرجح أن يعزز أسعار الطاقة ويزيد من قيمة أصول الطاقة خارج المنطقة.
ليس من الواضح حجم تأثير التصعيد بين حزب الله وإسرائيل على أسعار النفط، لكن الحزب كان قد هدد بضرب حقول النفط والغاز الإسرائيلية، وإذا ما حدث ذلك فسيؤدي لارتفاع الأسعار بشكل كبير.
كذلك كانت جماعة الحوثي اليمنية -جماعة مسلحة مقربة من حزب الله- أعلنت أنها قد تستهدف آبار النفط والغاز الإسرائيلية بالإضافة إلى الناقلات التي تتجه إلى إسرائيل، وهو سبب آخر يمكن أن يهدد إمدادات النفط من المنطقة بالكامل ويؤدي لارتفاع أسعار الخام.
وأغلق خام برنت تعاملات الأسبوع الماضي أمس الجمعة عند 71.65 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات ارتفاع الطلب في أميركا، كما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط هبطت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، ما يمثل داعماً آخر لأسعار النفط في الفترة المقبلة.
وفي تقريرها حول توقعات الطاقة قصيرة الأمد الذي أصدرته في يوليو تموز الماضي قالت إدارة معلومات الطاقة إن متوسط سعر خام برنت سيبلغ 89 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من عام 2024 ارتفاعاً من 84 دولاراً للبرميل في النصف الأول من العام.