يؤثر التوقيت الصيفي على حياة مئات الملايين من الأشخاص، والآن عاد مرة أخرى إلى دائرة الضوء مع استمرار المناقشات بشأن ضرورته، وبعد أن ترسخ طقس تقديم الساعات في الربيع، ثم تأخيرها في الخريف لأكثر من قرن من الزمان في العديد من دول العالم، يواجه هذا الطقس نفوراً عاماً ورغبة في إعادة تقييم أهميته ومقترحات تشريعية بإلغائه.
يبدأ التوقيت الصيفي في معظم دول العالم ما بين شهري مارس وأبريل، وينتهي في الأسبوع الأخير من أكتوبر أو الأسبوع الأول من نوفمبر، ما يعني أن الناس سيكسبون قريباً ساعة إضافية من النوم، وسيكون الصباح أكثر إشراقاً ولكن سيحل الظلام في وقت مبكر من اليوم.
كيف بدأ التوقيت الصيفي؟
يمكن إرجاع الفكرة الحديثة لتغيير الساعات وفقاً للفصول إلى أواخر القرن التاسع عشر على الأقل، عندما اقترح عالم الحشرات النيوزيلندي جورج هدسون «التوقيت الصيفي» للحفاظ على الطاقة وإطالة ساعات النهار في الصيف، وهو الأمر الذي كان ليفيد هوايته في جمع الحشرات بعد العمل.
كانت الفكرة بطيئة في اكتساب الزخم حتى الحرب العالمية الأولى، عندما سعت الدول الأوروبية إلى البحث عن استراتيجيات للحفاظ على الوقود، وكانت ألمانيا أول دولة تتبنى التوقيت الصيفي في عام 1916، وتبعتها الولايات المتحدة في عام 1918، ومرت الممارسة بالعديد من التطورات حتى عام 1966 عندما أصدرت الولايات المتحدة قانون التوقيت الموحد.
لماذا التوقيت الصيفي مثير للجدل؟
في البداية اعتمدت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي لصالح المزارعين، ولكن حالياً يعارض العديد من المزارعين هذه الممارسة لأنها تعطل جداولهم، كما أن الدافع الأصلي للتوقيت الصيفي، وهو توفير الوقود، أصبح محل شك، إذ وجدت الدراسات أن وفر الطاقة منخفض جداً إن وُجد، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
ويشير المعارضون إلى دراسات وجدت آثاراً صحية ضارة مرتبطة بالتوقيت الصيفي، مثل ارتفاع حوادث المرور المميتة والنوبات القلبية والسكتات الدماغية نتيجة الحرمان من النوم في الأيام الأولى التي تلي تقديم الساعات ساعة واحدة كل شهر مارس.
ووجد استطلاع رأي أجرته يوجوف في مارس آذار 2023 أن 62 في المئة من الأميركيين يريدون إنهاء ممارسة تغيير التوقيت.
هل تلغي الولايات المتحدة التوقيت الصيفي؟
لن تلغي الولايات المتحدة التوقيت الصيفي في أي وقت قريب، على الرغم من وجود تشريع فيدرالي مقترح يسمى قانون الحماية من أشعة الشمس والذي من شأنه أن يجعل التوقيت الصيفي دائماً.
ومُرر التشريع، الذي قدمته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، من قبل مجلس الشيوخ في عام 2022 ولكنه واجه صعوبات في مجلس النواب الأميركي لأن المشرعين لم يتمكنوا من الاتفاق على ما إذا كانوا سيعتمدون التوقيت القياسي أم تحويل التوقيت الصيفي إلى توقيت دائم.
وتقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بمشروع القانون مرة أخرى العام الماضي وأحيل إلى لجنة التجارة والعلوم والنقل للمراجعة، ولكن مشروع القانون ما زال يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ ومجلس النواب قبل أن يرسل إلى الرئيس الأميركي ليوقع عليه ويصبح قانوناً.