روج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأجندته المؤيدة للوقود الأحفوري، واتهم الرئيس جو بايدن بعرقلة صناعة النفط والغاز في أميركا، الأربعاء، خلال اجتماع مغلق في «ميدلاند» بولاية تكساس، حيث استمال كبار رجال الصناعة الأثرياء للحصول على المال.
وفي فعالية خاصة لجمع التبرعات في مدينة النفط غرب تكساس، حيث بيعت التذاكر بما يقرب من مليون دولار لكل تذكرة، قال ترامب للمانحين إن الولايات المتحدة «لا يمكن أن تكون في وضع أسوأ في ما يتعلق بأمن الطاقة»، وفقاً لأشخاص كانوا في الغرفة.
وانتقد ترامب قرار بايدن بسحب النفط من الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد في أعقاب الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، في هجوم جمهوري جديد يردد تعليقات قطب النفط الصخري هارولد هام في مقابلة يوم الثلاثاء مع صحيفة فاينانشال تايمز.
وجاء خطاب الرئيس السابق للمانحين بالنفط أثناء جولته في تكساس أمس، حسب ما ذكرت «فايننشال تايمز»، في محاولة لجمع المزيد من الأموال وسد الفجوة في جمع التبرعات مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، مع دخول السباق الضيق للبيت الأبيض شهره الأخير.
حاول ترامب جعل الوقود الأحفوري محور حملته الانتخابية، حيث انتقد «حرب بايدن على الطاقة الأميركية» حتى مع وصول إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية مرتفعة خلال الإدارة الحالية.
ترأس حفل الغداء في النادي الريفي الفخم في ميدلاند، جافيد أنور، الرئيس التنفيذي لشركة ميدلاند إنرجي وواحد من أكبر مؤيدي ترامب في الصناعة، وزوجته فيكي، إلى جانب بوبا سولزبيري من مجموعة البناء سولزبيري إندستريز، ودوج شارباور وهو رجل نفط محلي بارز ومربي خيول.
وبحسب دعوة اطلعت عليها صحيفة فاينانشال تايمز، فإن رؤساء الحدث حصلوا على 924600 دولار لكل زوجين، والرؤساء المشاركين 300 ألف دولار لكل زوجين، والرعاة المنتظمين 25 ألف دولار لكل زوجين، وتكلف الصور مع الرئيس السابق 50 ألف دولار لكل زوجين.
وحظي الرئيس السابق بتأييد مسؤولي النفط الأميركيين بتعهده، إذا انتُخب، بإلغاء القيود البيئية التي فرضتها إدارة بايدن وتشجيع الشركات على «الحفر والحفر».
وقال كيرك إدواردز، أحد المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط في مدينة أوديسا المجاورة الذي حضر الحدث، إن الحدث كان «يوماً مذهلاً» بالنسبة للصناعة المحلية.
وقال إدواردز، الرئيس السابق لجمعية بترول حوض بيرميان، لصحيفة فاينانشال تايمز «من الجيد أن يريد السماع من ناخبيه هنا ما هي المشكلات التي تلوح في الأفق، وما الذي يتعين علينا القيام به لتأمين مستقبل الطاقة للولايات المتحدة».
وأثبتت صناعة النفط أنها أرض خصبة لجمع الأموال للمرشح الجمهوري، حيث يتعامل المسؤولون التنفيذيون بذكاء مع القيود البيئية التي فرضتها إدارة بايدن والتي يقولون إنها ستعوق الاستثمار.
وكان كثيرون في هذا القطاع مترددين في البداية في دعم ترامب لولاية ثانية، مفضلين الجمهوريين الأكثر تقليدية، بمن في ذلك دوج بورجوم حاكم ولاية داكوتا الشمالية، وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي.
حث العديد من كبار المديرين التنفيذيين حاكم ولاية فرجينيا جلين يونجكين على الترشح ضد ترامب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، ولكن دون جدوى.
ومنذ ذلك الحين، اجتمعت الصناعة حول ترامب.
وعلى الرغم من ارتفاع الإنتاج والأرباح الوفيرة للمنتجين خلال إدارة بايدن، فإن جهود الرئيس لإبطاء مبيعات الإيجار في خليج المكسيك وإيقاف التراخيص الجديدة لمصانع الغاز الطبيعي المسال أحبطت المسؤولين التنفيذيين.
كما حظيت أوصاف ترامب لتغير المناخ بأنها «خدعة»، وبرنامج بايدن للطاقة النظيفة بأنه «عملية احتيال» بدعم من بعض الأشخاص في صناعة الوقود الأحفوري.
ولكن الدعم بين بعض المسؤولين التنفيذيين فاتر.
وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في ميدلاند، الذي رفض حضور الغداء ووصف نفسه بأنه «جمهوري مؤيد لريغان»: «سأصوت لصالحه، ولكنني لن أعطيه سنتاً أحمر».
وأضاف «إنه يفهم صناعة النفط لأنها تقدم له الكثير من المساهمات في الحملة الانتخابية»، متسائلاً عن فهم ترامب للقطاع.
وقد أبدى مسؤول تنفيذي بارز آخر في تكساس أسفه لتعهد الرئيس بالسماح للشركات «بالحفر والحفر والحفر» من أجل خفض الأسعار في محطات الوقود، وهو التعهد الذي من شأنه أن يرفع التكاليف على الشركات في حين يؤدي إلى خفض الأرباح.
«لا تأتوا إلى هنا لتخبرونا أنكم تريدون البنزين بسعر دولارين، نحن لا نريد البنزين بسعر دولارين.. اسكتوا عن عبارة (احفروا يا صغار، احفروا)».