في غضون ما يقرب من أسبوعين، سيبدأ ماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، ليكون نهاية معركة رئاسية قوية، خاصة في ظل التقارب الكبير بين المنافسين؛ كامالا هاريس ودونالد ترامب.
وعلى مدار الفترة الماضية شهد السباق الرئاسي العديد من الأحداث، بداية من انسحاب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن من السباق الرئاسي، وظهور نائبته كامالا هاريس، ومحاولتي اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب؛ لذا تأتي الانتخابات في ظل قضايا كثيرة تتوقف عليها.
ومن دون مناظرة رئاسية ثانية بين ترامب وهاريس، لن تكون هناك أيضاً أحداث كبرى مخطط لها من شأنها أن تهز السباق، إلّا أن المنافسة ما زالت قوية بين الاثنين.
والخبر السار بالنسبة لترامب هو أنه حقق مكاسب منذ أدائه في المناظرة التي لاقت انتقادات واسعة النطاق ضد هاريس، حيث يُظهر نموذج المتنبئ الشهير نيت سيلفر الآن أن ترامب يتقدم بشكل طفيف في ما لا يزال سباقاً متأرجحاً.
وفقاً لمعدلات ولاية «FiveThirtyEight»، فقد قلص ترامب تقدم هاريس في ثلاث ولايات تسمى «الجدار الأزرق»، وهي ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا.
ووصفت هاريس ترامب بأنه «مرهق»، في إشارة إلى سلسلة من المقابلات التي ورد أنه انسحب منها، معلقة «حسناً، إذا كنت مرهقاً أثناء الحملة الانتخابية، فهذا يثير تساؤلات حقيقية حول ما إذا كنت مؤهلاً لأصعب وظيفة في العالم»، في إشارة لها إلى حالته الصحية وتقدمه في العمر.
ورداً على ذلك، قال ترامب إن هاريس «فاشلة، وليس لديها طاقة لفعل شيء».
وأظهرت الأرقام بعض المؤشرات عن المنافسة بين هاريس وترامب، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024.
ترامب ينجح في استقطاب الشباب
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن ترامب يتقدم على هاريس بين الشباب بنسبة 58 بالمئة إلى 37 بالمئة، عبر آخر ثلاثة استطلاعات رأي وطنية أجرتها الصحيفة.
وفي عصر الانتخابات المتقاربة، يقترب عام 2024 من نهايته مع احتمال أن يكون واحداً من أقرب الانتخابات المسجلة على الإطلاق.
هاريس تحصل على دعم المليارديرات
أيضاً أظهرت الأرقام نجاح كامالا هاريس في الحصول على الدعم من أكبر عدد من المليارديرات في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفقاً لمجلة فوربس، فإن هناك 79 مليارديراً يدعمون هاريس مقابل 50 مليارديراً يدعمون ترامب، وانقسم الدعم إلى التبرع بالأموال، وإعلان التأييد، وكان هناك بعض المليارديرات المشاهير من الداعمين لها، مثل: مايكل بلومبرغ (مؤسس بلومبرغ)، وإريك شميت (رئيس غوغل السابق)، وريد هاستينجز (مؤسس نتفليكس)، وريد هوفمان (مؤسس لينكدإن)، ولوريان جوبز (أرملة مؤسس أبل).
وظهرت هاريس أيضاً مع المستثمر الشهير مارك كوبان، بالإضافة إلى حصولها على دعم أبرز الشخصيات السياسية، مثل عضوة الكونغرس السابقة ليز تشيني، والرئيس الأسبق باراك أوباما، ووزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
في ذات الوقت يحصل ترامب على تأييد بعض المليارديرات منهم إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، والذي أشاد به ترامب، ويقال إنه تبرع بنحو 75 مليون دولار للجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب التي أسسها.
وانضم ماسك أيضاً إلى ترامب في اجتماع حاشد مؤخراً ويستضيف الآن سلسلة من الأحداث الخاصة به.
ولايات تحسم الانتخابات
في الوقت الحالي يركز كل فريق من مرشحي الرئاسة الأميركية، على الولايات التي تكون العامل الحاسم في الانتخابات، حيث ذكر موقع بيزنس إنسايدر، أن الطريق أسهل أمام هاريس في ولايات ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، والتي صوتت للمرشح الديمقراطي منذ عام 1992، ولكن في الانتخابات المتقاربة للغاية، هناك دائماً احتمال أن يسقط أحد المرشحين.
وتتوقع معظم النماذج أنه إذا فاز ترامب بولاية بنسلفانيا، فإنه سيكون الرئيس المقبل، وإذا أحدث فجوة في مكان آخر، فيمكن لهاريس إصلاح الضرر من خلال اختيار ولاية مثل ولاية كارولينا الشمالية، على الرغم من أن ولاية تار هيل لم تصوت لمرشح رئاسي ديمقراطي إلّا مرة واحدة هذا القرن وذلك خلال انتصار أوباما عام 2008.
وهناك أيضاً احتمال ولاية جورجيا، وهي الولاية التي فاز بها بايدن بفارق 11779 صوتاً فقط في عام 2020، بينما تأتي الأخبار الجيدة من الاستطلاعات لهاريس من ولاية ماين، بينما تمنح نبراسكا للحزب الديمقراطي سواء أوباما أو بايدن.
في حين يأمل فريق ترامب في أن تكون له أفضلية في ولايات مينيسوتا ونيوهامبشاير وربما حتى نيو مكسيكو، وأيضاً يحاول التمسك بولاية نورث كارولينا، ومن المحتمل جداً أن يتمكن ترامب من قلب جورجيا وأريزونا لصالحه، مستغلاً مكانته المتزايدة بين الرجال السود واللاتينيين.