أكد جميع زعماء دول البريكس في كلماتهم الافتتاحية اليوم الأربعاء لقمة بريكس 2024 أن تعاون المجموعة في التوسع الاقتصادي ودعم الدول النامية وإيجاد حلول فعّالة للتوترات الجيوسياسية وتغير المناخ هي أهداف مشتركة، من أجل إنشاء نظام دولي متعدد الأقطاب.

وجاءت تصريحات الزعماء ضمن القمة السادسة عشرة لمجموعة البريكس في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر تشرين الأول الجاري التي تستضيفها روسيا بقازان، وهي أول قمة على الإطلاق منذ توسيع عضوية المجموعة من خمس دول إلى عشر دول.

وتضم مجموعة البريكس تسع دول في الوقت الحالي، هي: الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا، في حين لا يزال وضع السعودية غير مؤكد داخل الكتلة.

قوة البريكس الاقتصادية

لفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال افتتاح الجلسة الرئيسية لقمة البريكس، إلى أهمية التكتل الاقتصادية، مشيراً إلى أن توسع المجموعة يسهم في رفع حصة دول البريكس إلى نحو 36.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية 2024.

كما ذكر رئيس الوزراء الهندي أن دول مجموعة البريكس تضم 40 في المئة من إجمالي سكان العالم، ما يجعلها قوة كبرى، لافتاً إلى أهمية تعزيز سلاسل التوريد بين المجموعة.

من جانبه، أكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزام بلاده بمبادئ ومحاور عمل تجمع البريكس وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله بما يسهم في تعظيم دوره في زيادة النمو الاقتصادي العالمي.

منصة استثمارية مشتركة

أشار الرئيس الروسي بوتين إلى أن مجموعة البريكس تدرس إنشاء منصة استثمارية جديدة للدول الأعضاء في البريكس، وهو ما دعمه بقية قادة المجموعة، داعين إلى تعاون مشترك في ما يخص المدفوعات الدولية.

من جهته، حثّ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على إنشاء طرق دفع بديلة بين دول «بريكس»، بهدف التخلص من هيمنة الدولار الأميركي على المدفوعات الدولية والتبادل التجاري.

كذلك دعم السيسي دفع أطر التعاون في مجال التسويات المالية بالعملات المحلية واستثمار الميزات النسبية لدول مجموعة البريكس لتدشين مشروعات استثمارية وتنموية مشتركة.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إن بلاده تدعم العمل الدولي متعدد الأطراف الذي يخدم التنمية والسلام إقليمياً ودولياً ويعزز المواجهة الجماعية للتحديات العالمية المشتركة.

تحديات أمام الدول النامية

تواجه الدول النامية تحديات متزايدة بسبب نقص التمويل والاستثمارات، في مجالات مثل الفقر والتنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ، ومن خلال مجموعة البريكس يمكن لهذه الدول تعزيز قدراتها على مواجهة الأزمات وتحقيق أهداف التنمية.

ومع ذلك يرى بوتين فرصة أمام الدول النامية للتقدم رغم التحديات، قائلاً «هناك تغيرات كبيرة تحدث في العالم، ومركز الاقتصاد ينتقل باتجاه الدول النامية».

وقال السيسي «مصر تُولي أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة تضمن اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية بالدول النامية».

فيما لفت رئيسا الوزراء الهندي والإثيوبي إلى أهمية بنك التنمية الدولي، وكيف سيساعد في تمويل وتطوير دول البريكس، وقال مودي، «بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس هو الخيار المهم لدول جنوب العالم».

في غضون ذلك، قال بوتين إن أكثر من 30 دولة عبّرت عن رغبتها في الانضمام لمجموعة بريكس، وإن جوهر استراتيجية بريكس هو تحقيق الاستقرار في العالم.