شهدت مواقف الأميركيين تجاه الاقتصاد طفرة إيجابية هذا الشهر، مدفوعة بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، ما أفضى إلى آمال جديدة في تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، وفي ظل تراجع توقعات التضخم، يتطلع المواطنون إلى مستقبل اقتصادي أكثر استقراراً، رغم التحديات القائمة التي قد تؤثر على سلوك الإنفاق الفعلي.
وتحسنت ثقة الأميركيين تجاه الاقتصاد هذا الشهر بفضل انخفاض أسعار الفائدة، إذ أظهر أحدث استطلاع للمستهلكين من جامعة ميتشيغان، الذي صدر يوم الجمعة، أن الشعور العام ارتفع في أكتوبر تشرين الأول للشهر الثالث على التوالي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل، كما انخفضت توقعات الأميركيين لمعدلات التضخم على المدى الطويل هذا الشهر.
وقالت جوان هسو، مديرة الاستطلاعات بالجامعة، في بيان: «كان ارتفاع هذا الشهر ناتجاً بشكل أساسي عن تحسن طفيف في ظروف الشراء للسلع المعمرة، جزئياً بفضل تيسير أسعار الفائدة».
قام الاحتياطي الفيدرالي في الشهر الماضي بتخفيض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات، بمقدار نصف نقطة، وذلك بفضل السيطرة على التضخم، تجعل تكاليف الاقتراض المنخفضة من الأسهل على المتسوقين الأميركيين شراء السلع المعمرة مثل الأجهزة والسيارات والأثاث، والتي تُشترى عادةً على الائتمان.
ومع ذلك، لا يكون الشعور العام دائماً مؤشراً جيداً على سلوك الإنفاق الفعلي، أظهر أحدث تقرير حكومي عن إنفاق التجزئة، الذي صدر الأسبوع الماضي، أن مبيعات السلع المعمرة قد انخفضت في سبتمبر، وأظهر تقرير منفصل صدر يوم الجمعة أن الطلبات الجديدة للسلع المعمرة المقدمة لمصانع الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 0.8% في سبتمبر، بعد انخفاض آخر في الشهر السابق.
ومع ذلك، أوضح الاحتياطي الفيدرالي أنه يعتزم الاستمرار في خفض أسعار الفائدة إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع، ما قد يكون مطمئناً للمستهلكين الأميركيين.
وقال روبرت فريك، الاقتصادي في «نيوي فيدرال كريدت يونيون»، في ملاحظة يوم الجمعة: «على الرغم من أن أسعار الفائدة على القروض لم تبدأ في الانخفاض بعد، فإن المستهلكين يعلمون أن ذلك سيأتي مع تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي»، «بالإضافة إلى الإنفاق المتزايد بالفعل، فإن انخفاض الأسعار وزيادة ثقة المستهلك يمكن أن يكونا العمود الفقري لارتفاع اقتصادي في نهاية المباراة».
كما أظهر تقرير جامعة ميتشيغان أن شعور الجمهوريين قد ارتفع بشكل كبير في وقت لاحق من هذا الشهر بسبب تزايد التوقعات بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بينما تراجع شعور الديمقراطيين قليلاً.