مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية يخرج الأميركيون من حالة من الركود الاقتصادي استمرت سنوات، ويُظهر أحدث استطلاع رأي للمستهلكين، أجرته مؤسسة كونفرنس بورد، أن الأميركيين هذا الشهر أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبل سوق العمل والاقتصاد الأميركي عموماً.
وقفز مؤشر ثقة المستهلك في الاستطلاع الشهري في أكتوبر بأسرع وتيرة منذ مارس آذار 2021.
وقالت دانا بيترسون، كبير خبراء الاقتصاد في مؤسسة كونفرنس بورد، في بيان، «كانت الزيادة في الثقة في أكتوبر تشرين الأول واسعة النطاق عبر جميع الفئات العمرية ومعظم فئات الدخل، وانخفضت نسبة المستهلكين الذين يتوقعون ركوداً خلال الأشهر الـ12 المقبلة إلى أدنى مستوى لها منذ طرح السؤال لأول مرة في يوليو تموز 2022، كما انخفضت نسبة المستهلكين الذين يعتقدون أن الاقتصاد كان بالفعل في حالة ركود».
وقال الأميركيون في الاستطلاع إنهم أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن مكاسب سوق الأسهم الأخيرة وانخفاض أسعار الفائدة، في حين أشاروا إلى خطط لشراء سلع باهظة الثمن في المستقبل القريب.
في سبتمبر أيلول أثّر التوتر بشأن صحة سوق العمل في ثقة المستهلك، لكن البيانات الاقتصادية بعد ذلك أظهرت أن سوق العمل لا تزال قوية، وقد لاحظ الأميركيون ذلك.
وقالت بيترسون «انتعشت المعنويات بشأن توفر الوظائف بعد عدة أشهر من الضعف، بسبب بيانات أفضل عن سوق العمل».
منذ الوباء أظهرت العديد من استطلاعات الرأي، أن الأميركيين يشعرون بالاستياء إزاء الاقتصاد وسط ارتفاع الأسعار وقفزات أسعار الفائدة، على الرغم من البيانات التي تظهر أن سوق العمل لا تزال في حالة جيدة وأن الاقتصاد استمر في النمو بوتيرة صحية، وقد شكّل هذا الاستياء عقبة رئيسية أمام الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس كامالا هاريس، لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة.
وأشاد البيت الأبيض بالتقرير، مشيراً إلى أنه يعكس «نمواً جيداً للدخل الحقيقي، وتوظيفاً قوياً، وتضخماً عاد إلى مستواه قبل الوباء»، كما قالت كبيرة المستشارين الاقتصاديين لبايدن، لايل برينارد، في بيان.
سوق عمل أفضل.. مزاج أفضل
أشارت بيانات سبتمبر أيلول إلى سوق عمل قوية، وهو ما تمت ترجمته إلى ثقة أفضل للمستهلكين، ومن المقرر صدور دفعة جديدة من البيانات لشهر أكتوبر هذا الأسبوع، والتي قد تحدد ما إذا كان المزاج الاقتصادي في أميركا سيستمر في التحسن.
وقال روبرت فريك، الخبير الاقتصادي في اتحاد الائتمان الفيدرالي البحري، في مذكرة، «ارتفعت ثقة المستهلك بشكل أساسي بسبب التفاؤل بشأن سوق العمل، وهو ما سيكون من المهم تذكره عندما يصدر تقرير الوظائف يوم الجمعة».
وأظهر تقرير منفصل صدر أمس الثلاثاء أن سوق العمل في أمريكا فقدت بعض الزخم مؤخراً، وانخفضت فرص العمل الجديدة، والتي تعبّر عن طلب أصحاب العمل على توظيف العمال، إلى 7.4 مليون في سبتمبر، بانخفاض عن حصيلة أغسطس البالغة 7.86 مليون، وهكذا تكون فرص العمل الجديدة قد عادت إلى مستويات ما قبل الوباء.
ومن المتوقع أن يكون تقرير الوظائف لشهر أكتوبر، المقرر الإعلان عنه يوم الجمعة، أسوأ من المتوقع، بسبب تأثيرات الأعاصير الأخيرة والإضرابات العمالية، وهذا سيكون له تأثير سلبي محتمل على مزاج المستهلكين.