في عالم يتسم بتعاظم التوترات الجيوسياسية، يبرز الدولار الأميركي خياراً استثمارياً جذاباً، حيث تشير التوقعات إلى تغيرات جذرية في السياسات التجارية والخارجية الأميركية.
إذ يلفت تقرير شركة الأبحاث BCA الانتباه إلى التحولات المحتملة في الساحة العالمية، ما يعزز قيمة الدولار ملاذاً آمناً للمستثمرين، فوسط تصاعد النزاعات في مناطق مثل الشرق الأوسط وآسيا، تزداد الحاجة إلى استراتيجيات استثمارية متأنية تأخذ بعين الاعتبار المخاطر المتزايدة.
وتشير تحليلات الشركة إلى ضرورة اتخاذ موقف شراء تكتيكي على الدولار في ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية التي تضعه في مقدمة الخيارات الدفاعية، حيث يتوقع المحللون حدوث تحول متشدد في السياسة الأميركية بغض النظر عن نتائج الانتخابات، محذرين من أن النظام السياسي العالمي يتعرض للاهتزاز.
أسباب جاذبية الدولار كاستثمار آمن
وفقاً للخبراء، فإن السياسة الخارجية الأميركية قد تتجه نحو التشدد في مواجهة التهديدات المتزايدة من الخصوم، ما يعزز جاذبية الدولار كاستثمار آمن.
ويتناول التقرير بشكل خاص الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث يُعتبر هذا الوضع بمثابة نقطة اشتعال رئيسية.
ورغم الاستجابات الأخيرة التي توحي بالاستقرار، يحذّر المحللون من الانغماس في هذا الشعور الزائف.
كما يشير المحللون إلى أن الأعمال العدائية المباشرة بين إسرائيل وإيران تمثل تصعيداً كبيراً في النزاع، وأن أي محاولة من إيران للحصول على قدرات نووية ستؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة، ما يشكّل تهديداً لإمدادات النفط العالمية وقد يتسبب في صدمة نفطية جديدة.
وتتجاوز المخاطر الجيوسياسية الشرق الأوسط، حيث تبرز تحديات في آسيا وأوروبا. ففي آسيا، يتسبب التعاون المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا في زعزعة الاستقرار، بينما تلوح في الأفق توترات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا.
ويشير المحللون إلى أن أي فوز محتمل لدونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة قد يعيد الشعبوية إلى الساحة الأوروبية، ما قد يضعف وحدة الاتحاد الأوروبي ويزيد الضغوط على اليورو. وتظل البيئة التجارية معقدة، حيث إن فرض ترامب للتعريفات التجارية قد يعزز قوة الدولار في خضم هذه المخاطر السياسية.
وفقاً لتحليلات الشركة، فإنه في ظل هذه الديناميكيات، تبرز أهمية التوصية بشراء الدولار كاستراتيجية دفاعية، في وقتٍ تتراجع فيه الأسواق عن تقدير المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، ما يعكس ضرورة التعامل بجدية مع التوترات العالمية المتفاقمة.