قبل أيام قليلة فقط من الإدلاء بالأصوات النهائية في الانتخابات الأميركية الرئاسية لعام 2024، أظهر استطلاع رأي تمت مراقبته من كثب وذو سجل حافل من الدقة انعكاساً صادماً في إحدى ولايات الغرب الأوسط.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه موقع «Des Moines Register/Mediacom Iowa»، الذي أجرته شركة «Selzer & Co»، أن كامالا هاريس تتقدم على دونالد ترامب بنسبة 47 في المئة مقابل 44 في المئة بين الناخبين المحتملين.
وانقلب هذا الوضع عما كان عليه في سبتمبر أيلول الماضي، عندما أظهر الاستطلاع أن ترامب يتقدم بأربع نقاط على هاريس، وفي يونيو حزيران الماضي، أظهر الاستطلاع تقدم ترامب على جو بايدن، الذي كان لا يزال في السباق في ذلك الوقت، بفارق 18 نقطة.
وقالت جيه آن سيلزر، رئيسة شركة سيلزر التي أجريت الاستطلاع: «من الصعب على أي شخص أن يقول إنه توقع حدوث ذلك، لقد قفزت بشكلٍ واضح إلى منصب قيادي».
وأرجع سيلزر تقدم هاريس المفاجئ إلى تحول الناخبين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وكذلك الناخبون المستقلون، وخاصة النساء، نحو نائب الرئيس.
ولم تُعتبر ولاية أيوا ولاية متأرجحة عام 2024، حيث أصبحت أكثر جمهورياً بعد التصويت لصالح الديمقراطي باراك أوباما عام 2008.
لكن المراقبين السياسيين أشاروا إلى أن ولاية أيوا لديها الآن قانون للإجهاض يحظر هذا الإجراء بعد نحو ستة أسابيع من الحمل، مع استثناءات محدودة، وجعلت هاريس من حقوق الإجهاض رسالة رئيسية في حملتها.
ومالت أسواق التنبؤ أيضاً بشكلٍ أكبر نحو هاريس في الأيام الأخيرة، حيث قال أحد كبار علماء البيانات إن ترامب فقد تقدمه الذي كان هائلاً في السابق.
وفي الوقت نفسه، يعتبر استطلاع سيلزر في ولاية أيوا بمثابة استطلاع معياري ذهبي ويمكن أن يكون له آثار في ولايات الغرب الأوسط الأخرى التي ستساعد على تحديد الانتخابات.
على سبيل المثال، أشار استطلاعها الأخير عام 2020 إلى أن ترامب وغيره من الجمهوريين حافظوا على تقدم كبير في الولاية، على الرغم من استطلاعات الرأي الأخرى التي أشارت إلى سباق متقارب.. في الواقع، كانت استطلاعات الرأي الأخرى واعدة للغاية بالنسبة لبايدن، حتى إنه جعل حملته تتوقف عند هذا الحد.
لكن ترامب فاز بولاية أيوا بفارق 8 نقاط مئوية، وكانت أرقام سيلزر أيضاً بمثابة تحذير من أن الولايات الأخرى في المنطقة لن تدعم بايدن بالقدر الذي اقترحه الإجماع.
قبل أربع سنوات، ذهبت ولايات ‘الجدار الأزرق’ الحاسمة، وهي ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، لصالح بايدن بفارق ضئيل للغاية.
وتشهد هذه الولايات منافسة شديدة مرة أخرى مع تقدم ترامب في بعض البيانات الأخيرة، لكن الأرقام المذهلة الصادرة عن ولاية أيوا يمكن أن تشير إلى دعم الغرب الأوسط لهاريس أكثر مما كان يعتقد سابقاً.
ومع ذلك، قوبل استطلاع أيوا ببعض الشكوك، حيث قال خبير الاستطلاعات نيت سيلفر، إن سيلزر سيكون على الأرجح مخطئاً، هذا حتى إنه اعترف بأنها من بين اثنين من استطلاعات الرأي الأعلى تقييماً لديه.
وكتب سيلفر في وقت متأخر من يوم السبت «في عالم حيث يضع معظم منظمي استطلاعات الرأي الكثير من البيض على وجوههم، تتمتع بمكانة شبه نبوءة».