قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 أطلقت شركة نايكي حملة تضم عدداً من المشاهير مثل ليبرون جيمس ونعومي أوساكا لتشجيع الناخبين على التصويت تحت عنوان «لا يمكنك منع صوتنا».
لم تكن شركة نايكي وحدها في هذا السباق، فقد أطلقت شركة أندر آرمور أيضاً حملة رقمية بعنوان «اركض من أجل التصويت»، والتي أظهرت العدائين وهم يرتدون ملابس الشركة الرياضية، حتى إن شركة أبسولوت المتخصصة في إنتاج الخمور أطلقت حملة «قم بالتصويت أولاً ثم تناول مشروبك لاحقاً»، وهو أول إعلان فيديو للعلامة التجارية في سنوات.
لكن في عام 2024، في دورة انتخابية تشهد انقساماً واضحاً في صفوف الناخبين، ألغت هذه الشركات والعديد من الشركات الكبرى الأخرى تمويلها المخصص لإعلانات تشجيع الناخبين على التصويت.
النتيجة أن الإعلانات الباهرة والمشحونة بالنجوم لم تعد موجودة.
لم تطلق شركة نايكي حملة رقمية لعام 2024، ولكن شركة الملابس الرياضية العملاقة تقول إنها دخلت في شراكة مع مجموعتين غير حزبيتين داعمتين لحقوق التصويت: «حان الوقت للتصويت» و«عندما نتشارك جميعاً»، كما سمحت نايكي للموظفين بأخذ إجازة للتصويت.
واكتفت الشركة بالتصريح لشبكة سي إن إن في بيان أن نايكي «تتمتع بتاريخ قوي في توفير الموارد والوقت الكافيين للموظفين للتصويت».
يرى البعض أن الامتناع عن اتخاذ أي قرار خلال هذه الانتخابات قرار تجاري سليم، حيث يقول أغلبية الأميركيين إن للسياسة دور في اتخاذ قرارات الاستهلاك، حيث قاطع 52 في المئة من الأميركيين علامة تجارية لأنها التزمت الصمت بشأن قضية سياسية، واشتروا من علامات تجارية أو تجنبوها بناءً على سياساتها، وفقاً لتقرير من شركة العلاقات العامة «إيديلمان» عن عام 2024، وهذا المعدل أعلى بنقطتين مئويتين عن عام 2023.
وعلى الرغم من الطبيعة غير الحزبية لحملات حث الناخبين على التصويت، فقد تنظر الشركات إلى أي مظهر سياسي باعتباره مخاطرة لا تستحق المجازفة.
ويرى بيتر شانكمان، من شركة التسويق بلوشارك ديجيتال، أنه لا يوجد عائد على الاستثمار في دعم المشاركة السياسية، «لن يقول أحد سأغيّر ماركة حذائي لأنهم يريدون مني التصويت».
الشركات الصغيرة أكثر اهتماماً
لم تلتزم جميع الشركات الأميركية بالصمت بشأن تشجيع التصويت الانتخابي، لقد لاقت بعض العلامات التجارية قبول من مستهلكيها لحملة حث الناخبين على التصويت في موسم الانتخابات الحالي.
لقد ابتكرت شركة بيع ملابس النوم، بيتيت بلوم، بيجامات بشعارات مطرزة مثل «قم بالتصويت» و«الرئيس القادم» و«ناخب المستقبل» لمجموعتها الخاصة بالأطفال، كما تتبرع الشركة بنسبة 20 في المئة من عائدات مبيعات خط إنتاجها «الانتخابي» إلى منظمة «أنا ناخب»، وهي منظمة غير حزبية تهدف إلى تثقيف وتعبئة الناخبين.
وقالت إميلي هيكاد، مؤسسة الشركة «لقد كنا حريصين للغاية على عدم الميل في أي اتجاه، أعتقد أن معظم عملائنا يدركون مدى أهمية الخروج للتصويت الآن أكثر من أي وقت مضى، بغض النظر عمن تصوت له».
بذلت شركة «أواي»، وهي علامة تجارية للأمتعة وإكسسوارات السفر، جهداً كبيراً في دعم التصويت، فقد صنعت الشركة حقائب «أنا ناخب» بالشراكة مع المجموعة غير الحزبية، وحوّلت 15 من متاجرها إلى مواقع لتسجيل الناخبين في اليوم الوطني لتسجيل الناخبين.
قالت جين روبيو، الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشركة «أواي»، في رسالة بريد إلكتروني إلى شبكة سي إن إن «في أي وقت تتخذ فيه علامة تجارية موقفاً فهناك خطر، ولكن بالنسبة لنا إنها مسألة مبدأ، فالانخراط في جهود تشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم يتماشى بعمق مع قيمنا، لا يتعلق الأمر بدعم أي وجهة نظر، بل يتعلق بدعم الحق الأساسي في المشاركة».
يقول شانكمان إن مفتاح جعل حملات التشجيع على التصويت ناجحة للعلامات التجارية هو معرفة جمهورها.
قال شانكمان «لا أحد يقول إنه لا يُسمح لك بالشعور بالحماس تجاه الانتخابات القادمة، لكن عليك أن تفهم أنه ليس كل من يشتري منتجك سيفكر بالطريقة نفسها التي تفكر بها، لن أطلب من عملائي من الشركات أبداً أن يتدخلوا في الصراع السياسي، ولكن إذا كانوا سيفعلوا ذلك، فعليهم على الأقل أن يفهموا جمهورهم».