قبل أربع سنوات، ومع تقويض ترامب ثقة العديد من الناخبين الجمهوريين في التصويت بالبريد، أظهرت الساعات الأولى بعد إغلاق صناديق الاقتراع «سراباً أحمر» في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث بدت النتائج الأولية أفضل لترامب مما ستظهره النتائج النهائية بعد ساعات أو أيام.
إن «السراب» في نتائج الانتخابات عادة ما يكون نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الجغرافيا (المقاطعات الصغيرة الريفية التي تميل إلى تفضيل الجمهوريين لديها عدد أقل من الأصوات التي يتم فرزها والإبلاغ عن نتائجها بشكل أسرع) وأنواع الأصوات التي يتم فرزها، وهي حقيقة يجب وضعها في الاعتبار إذا كانت النتائج المبكرة من ميشيغان لا تشمل ديترويت، وإذا كانت النتائج من نيفادا لا تشمل لاس فيغاس.
كما تقوم الولايات والمقاطعات غالباً بحساب وإبلاغ طريقة واحدة للتصويت -التصويت المبكر، وتصويت يوم الانتخابات، وبطاقات الاقتراع بالبريد- في كل مرة.. عندما يميل أحد الأحزاب إلى الأداء بشكل أفضل بطريقة معينة، كما فعل الديمقراطيون مع التصويت بالبريد عام 2020، يمكن أن تتغير النتائج مع انتقال مسؤولي الانتخابات من فرز نوع واحد من الأصوات إلى نوع آخر.
هناك عامل آخر، وهو عامل يساعد على تفسير سبب قيام ولاية بحجم فلوريدا بالإبلاغ عن نتائجها بهذه السرعة، وهو كيفية معالجة بطاقات الاقتراع بالبريد.
تحدد الولايات قواعدها الخاصة بشأن موعد فتح صناديق الاقتراع بالبريد، وتمنع ولايتان من ولايات «الجدار الأزرق»، بنسلفانيا وويسكونسن، مسؤولي الانتخابات المحليين من البدء في معالجة صناديق الاقتراع حتى يوم الانتخابات، ما يؤدي إلى إبطاء عملية الفرز هناك مقارنة بولايات مثل فلوريدا، حيث يتم فتح صناديق الاقتراع قبل الموعد المحدد.
وقد أدّت هذه القوانين الحكومية إلى قفزة هائلة لصالح بايدن في عام 2020 في الساعات الأولى من الصباح في ولاية ويسكونسن، عندما أبلغت مدينة ميلووكي ذات اللون الأزرق الداكن عن دفعة ضخمة من الأصوات البريدية التي ذهبت بشكل ساحق لصالح الديمقراطي.
لقد أدخلت ولايات متأرجحة أخرى تغييرات منذ عام 2020؛ ففي جورجيا، من المرجح أن يؤدي قانون انتخابي جديد إلى تقليل عدد الأصوات المرسلة بالبريد وزيادة عدد الأصوات المبكرة، وهو ما قد يعني نتائج أسرع.
وفي ولاية كارولينا الشمالية، لم تعد الأصوات المرسلة بالبريد مقبولة بعد يوم الانتخابات، وهو ما قد يشكّل تمييزاً بالغ الأهمية إذا كانت النتيجة على حافة السكين.. ولأن معظم الأصوات المرسلة بالبريد والأصوات المبكرة سيتم احتسابها أولاً هناك، فقد تشهد ولاية تار هيل «سراباً أزرق».
في ولاية أريزونا، وهي الولاية التي تصوت بأغلبية ساحقة عن طريق البريد، يتم فرز هذه البطاقات بالترتيب الذي وردت به.. وهذا يعني أن هاريس قد تشهد تقدماً مبكراً كبيراً، قبل فرز بطاقات الاقتراع التي وصلت متأخرة عبر البريد وأصوات يوم الانتخابات (وكلاهما لصالح ترامب عام 2020).