ارتفع العجز التجاري الأميركي في سبتمبر أيلول إلى أعلى مستوياته منذ أوائل عام 2022 مع زيادة الواردات، إذ خزنت الشركات بضائعها تحسباً لاضطرابات محتملة مثل إضراب عمال الموانئ، وفقاً لبيانات حكومية صدرت يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة التجارة الأميركية إن أكبر اقتصاد في العالم شهد ارتفاع فجوة تجارته بنسبة 19.2 في المئة إلى 84.4 مليار دولار، مع نمو الواردات بنسبة 3.0 في المئة.
وجاء العجز أعلى بكثير من توقعات السوق البالغة 74 مليار دولار، وفقاً لموقع بريفينغ.
جاء ارتفاع الواردات قبل موسم العطلات في نهاية العام، وقد يكون بسبب قيام الشركات بتخزين البضائع تحسباً لإضراب عمال الموانئ.
وقال رايان سويت من أكسفورد إيكونوميكس لوكالة فرانس برس «يجب أن نرى بعض الاسترداد خلال الشهرين المقبلين»، وأضاف «اتساع العجز التجاري ليس سبباً للقلق».
ولكن بالنظر إلى المستقبل، لاحظ المحللون أيضاً أن الشركات قد تزيد من وارداتها تحسباً لنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفتحت مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة أبوابها في وقت مبكر من يوم الثلاثاء في يوم الانتخابات، إذ أدلى الأميركيون بأصواتهم لصالح الديمقراطية كامالا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم جمركية ضخمة خلال الحملة، وخاصة على السلع من الصين والمكسيك.
وتضمنت مقترحاته كذلك فرض رسوم على جميع الواردات، وهو السيناريو الذي كانت الشركات تستعد له.
وقال الخبيران الاقتصاديان كارل وينبرغ وروبيلا فاروقي من هاي فريكونسي إيكونوميكس في مذكرة «اتسعت الفجوة التجارية مع الصين في سبتمبر أيلول».
وأضافا «قد تعكس الزيادة في الواردات الجهود المبذولة للحصول على سلع من الصين قبل يناير كانون الثاني، فقط في حالة حدوث تغيير في الحكومة يؤدي إلى فرض رسوم جمركية أعلى والمزيد من القيود على الواردات».
وقال سويت «من المرجح أن تقوم الشركات بتحميل البضائع مقدماً قبل أي رسوم جمركية، وقد يكون هذا التحميل المسبق موضوعاً رئيسياً العام المقبل إذا فاز ترامب».
لكنه أضاف أنه على الرغم من أنه من المتوقع أن يستخدم ترامب الرسوم الجمركية بشكل عدواني، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتطبيقها حتى لو فاز بولاية ثانية.
كان العجز التجاري الأميركي في سبتمبر أيلول هو الأكبر منذ أبريل نيسان 2022، وفقاً لبيانات وزارة التجارة، إذ بلغت الواردات 352.3 مليار دولار في سبتمبر أيلول، مدعومة بمجالات مثل المنتجات الاستهلاكية وعناصر مثل أجهزة الكمبيوتر وأشباه الموصلات.
في الوقت ذاته، بلغت الصادرات 267.9 مليار دولار، أي أقل بمقدار 3.2 مليار دولار عن مستواها في أغسطس آب، جاء ذلك مع انخفاض صادرات الطائرات المدنية والمستحضرات الصيدلانية.
في أغسطس آب، بلغ العجز التجاري المنقح 70.8 مليار دولار.