وافق كبار المشرعين الصينيين على اقتراح بزيادة سقف ديون الحكومات المحلية بمقدار 840 مليار دولار، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية اليوم الجمعة مع اختتام اجتماع مهم في بكين.
ووصفت قناة CCTV هذه الخطوة بأنها «أقوى إجراء لخفض الديون في الصين في السنوات الأخيرة»، مضيفة أن هذه الخطوة ستوفر «مساحة للحكومات المحلية لتطوير الاقتصاد بشكل أفضل وحماية سبل عيش الناس».
وكان صناع السياسة يراقبون التصويت الأميركي أثناء اجتماعهم في العاصمة الصينية هذا الأسبوع لحضور اجتماع أعلى هيئة تشريعية في البلاد.
وقالت قناة CCTV الحكومية إن هذه الخطوة سترفع «الحد الأقصى لديون الحكومات المحلية بمقدار ستة تريليونات يوان، التي سيتم استخدامها لاستبدال الديون المستترة القائمة، ما يفسح المجال للحكومات المحلية لتطوير الاقتصاد بشكل أفضل وحماية سبل عيش الناس».
الديون المخفية هي الاقتراض الذي تكون الحكومة مسؤولة عنه، ولكن لا يتم الكشف عنه لمواطنيها أو لدائنين آخرين، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
وقال وزير المالية، لان فوان، في مؤتمر صحفي في بكين «سيتم ترتيب سقف الديون البالغ ستة تريليونات يوان على مدى ثلاث سنوات».
وسيتم رفعها من عام 2024 إلى عام 2026 «لدعم الحكومات المحلية في استبدال جميع أنواع الديون الخفية».
ومن شأن هذه الخطوة، التي تم اقتراحها الشهر الماضي، أن تسمح للسلطات باقتراض المزيد لتمويل شراء الأراضي غير المستخدمة للتنمية، وتهدف إلى انتشال سوق العقارات من الركود الطويل.
كما وافق المشرعون على قانون جديد للطاقة «لتعزيز الحياد الكربوني»، بينما تمضي بكين قدماً في تعهدها بإزالة الكربون من اقتصادها بحلول عام 2060.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية، وهو ما يهدد بمزيد من الحزن لثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي يعاني بالفعل من أزمة سكن طويلة الأمد وتباطؤ الاستهلاك.
ويقول مراقبون إن بكين قد تسعى إلى تخفيف هذه الضربة من خلال «تحفيز البازوكا» الذي طال انتظاره للاقتصاد، على الرغم من أن تفاصيل الحذر قد تستغرق بعض الوقت.
تقييم ترامب
وقال لين سونغ، كبير الاقتصاديين في الصين الكبرى في آي إن جي، إن اجتماع هذا الأسبوع، الذي كان مقرراً أصلاً في أواخر أكتوبر، تم تأجيله على الأرجح لإتاحة الفرصة لصانعي السياسات لمعالجة فوز ترامب المحتمل.
وأضاف «من وجهة نظرنا، فإن احتمالات الحصول على حزمة دعم سياسي أكبر سترتفع إلى حد ما مع فوز ترامب».
وقال تشي وانغ، رئيس قسم المعلومات في UOB Kay Hian Wealth Management، على موقع X: إن فوز ترامب «ليس سيئاً بالضرورة بالنسبة للصين، لأن هذا قد يضغط على بكين من أجل تحفيز أكبر».
بدأت بكين الكشف عن مجموعة من الإجراءات في سبتمبر تهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي، بما في ذلك تخفيضات أسعار الفائدة وتخفيف بعض القيود على شراء المنازل، لكن المحللين يتذمرون من عدم وجود تفاصيل حتى الآن.
ويقول الخبراء إن إعادة انتخاب ترامب توفر حاجة إلى مزيد من الإلحاح، على الرغم من أن الحذر قد يظل هو السائد في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون تجنب تراكم المزيد من الديون الحكومية.
وقال غاري نج كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس «قد يكون أي حجم تحفيز محتمل أكبر، لكن الضغوط كذلك».
وحذر من أن «السوق ربما لا تحصل على الدعم الاقتصادي الذي تريده».
نقطة تحول
وفي بكين، اعترف الناس يوم الجمعة بالمشكلات الأخيرة، لكنهم عبروا عن تفاؤل حذر بشأن مستقبل الاقتصاد.
بدأ هان شي، وهو رجل يبلغ من العمر 32 عاماً من مقاطعة شانشي في شمال الصين، وظيفة جديدة في مجال التدقيق في بكين هذا الأسبوع بعد استقالته من شركته السابقة في أبريل.
وقال هان لوكالة فرانس برس «لقد أرسلت سيرتي الذاتية خلال هذه الفترة، لكن يمكنك أن ترى أن الأمر يستغرق أكثر من نصف عام للحصول على وظيفة جديدة»، مضيفاً أن «العديد من الشركات تقوم بتسريح الموظفين في الوقت الحالي».
وأضاف هان «لكن من منظور الاقتصاد الكلي، فأنا متفائل بشكل عام».
«على الرغم من أننا لا نزال في دورة انكماش، أعتقد أننا قريبون من نقطة التحول، على الرغم من أننا لم نصل إليها بعد».
وقال غو هايلونغ (35 عاماً) من منطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين، لوكالة فرانس برس الجمعة، إن متجره لبيع المعكرونة في بكين أصبح يستقبل عدداً أقل من الزبائن بشكل ملحوظ.
لكنه قال لوكالة فرانس برس إنه واثق من قدرة القادة الصينيين على توجيه الاقتصاد بشكل فعال خلال الرياح المعاكسة الحالية.
وقال غو «نحن نقوم بعملنا بشكل جيد، ونقدم خدمة جيدة، وننتج منتجات جيدة، ونضمن الجودة».
«لا يمكننا أن نفعل أي شيء إذا لم يأتِ العملاء لتناول الطعام».
(أ ف ب)