حذرت الأمم المتحدة في تقرير لها، السبت، من أن شمال قطاع غزة يواجه تهديداً وشيكاً بالمجاعة في ظل تصاعد العنف، وتوقف شبه كامل للمساعدات الغذائية.
وأكدت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها أن «احتمال وقوع مجاعة بات وشيكاً، بسبب التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في غزة»، مشيرة إلى أن «عتبات المجاعة ربما قد تم تجاوزها بالفعل أو قد يتم تجاوزها قريباً».
وأشارت اللجنة إلى أن التوقعات لشهر أكتوبر الماضي تُظهر أن نحو 345 ألف شخص، أو 16% من سكان غزة، يواجهون مستوى «كارثياً» من انعدام الأمن الغذائي بين نوفمبر 2024 وأبريل 2025، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يصنّف هذا الوضع ضمن المرحلة الخامسة، مرحلة تتسم بوجود المجاعة والوفيات وسوء التغذية الحاد، بشكل حاد.
وأضافت اللجنة أن الأوضاع في شمال غزة تفاقمت منذ ذلك الحين، حيث انهارت أنظمة الغذاء، وقلَّت المساعدات الإنسانية، وتدهورت الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي.
وعلّق التقرير «نتوقع زيادة في المجاعة وسوء التغذية والوفيات المرتبطة بتدهور الأوضاع المعيشية والمرض في المناطق المتأثرة».
رداً على التقرير، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إن «تقييمات لجنة مراجعة المجاعة غير دقيقة وتعتمد على بيانات جزئية ومصادر غير موثوقة»، مشيراً إلى دخول 39 ألف شاحنة محملة بأكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية إلى قطاع غزة خلال الشهرين الماضيين.
ومنذ بدء التصعيد في السادس من أكتوبر، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية في شمال غزة، وخاصة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، بهدف منع مسلحي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم.
وأشار التقرير إلى أن شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة هي الأدنى منذ أكتوبر 2023، ما أدى إلى صعوبة الوصول إلى المواد الغذائية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية في السوق السوداء بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت أسعار غاز الطهي بنسبة 2612%، والديزل بنسبة 1315%، والخشب بنسبة 250%.
كما حذرت اللجنة من العواقب الخطيرة لقرار إسرائيل قطع علاقتها مع وكالة *الأونروا* الشهر الماضي، الذي من شأنه أن يُعيق العمليات الإنسانية الحيوية للقطاع.