رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المكسيك، بما في ذلك المخاوف المرتبطة بالانتخابات الأميركية القادمة وتهديدات ترامب بفرض التعريفات الجمركية، فإن البلاد تواصل تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية. ومع تصاعد التوترات حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (USMCA) وقضايا البنية التحتية والطاقة، يبقى القطاع الصناعي في المكسيك محط أنظار العديد من الشركات العالمية.

يواصل أصحاب الأعمال النظر إلى المكسيك كمكان إيجابي للاستثمار في فرص التصنيع، وفقاً لتاتيانا سكوماتينكو، مديرة فرع شركة وايز بان أميركان سوليوشنز، بحسب موقع فرايت ويفز.

وقالت سكوماتينكو «خلال مشاركتي الأخيرة في معرض الأعمال الصغيرة في أوستن، لاحظت أن أصحاب الأعمال الصغيرة مهتمون بالعمل مع المكسيك، وخاصة في الحصول على المكونات والمواد الخام والمنتجات».

بيانات التجارة في المكسيك 2024

بلغ إجمالي التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك 72.5 مليار دولار في سبتمبر أيلول الماضي، بزيادة قدرها 8 في المئة على أساس سنوي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات من مكتب الإحصاء.

وكان هذا هو الشهر التاسع على التوالي والتاسع عشر من الأشهر العشرين الماضية التي احتلت المكسيك فيه المرتبة الأولى في التجارة مع الولايات المتحدة.

احتلت كندا المرتبة الثانية في التجارة مع الولايات المتحدة عند 63.8 مليار دولار في سبتمبر أيلول، بينما احتلت الصين المرتبة الثالثة عند 54.3 مليار دولار.

خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام، بلغ إجمالي التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك 632 مليار دولار، كما بلغ إجمالي التجارة مع كندا 632 مليار دولار، بينما بلغت التجارة مع الصين 437 مليار دولار.

بالإضافة لذلك، تجاوز ميناء لوس أنجلوس ميناء لاريدو بولاية تكساس، باعتباره البوابة التجارية الأولى للولايات المتحدة في سبتمبر أيلول بين 450 مطاراً وميناءً بحرياً ومعبراً حدودياً في البلاد، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء التي حللتها وورلد سيتي.

كانت الصادرات الثلاثة الأولى من المكسيك إلى الولايات المتحدة عبر لاريدو خلال الشهر هي قطع غيار السيارات (2.3 مليار دولار)، وأجهزة الكمبيوتر (1.9 مليار دولار)، ومركبات الركاب (1.58 مليون دولار).

وكانت أهم الواردات من الولايات المتحدة إلى المكسيك في سبتمبر أيلول هي قطع غيار السيارات (1.1 مليار دولار)، وبطاريات التخزين الكهربائية (449 مليون دولار).

وبدءاً من 21 نوفمبر تشرين الثاني، ارتفعت أحجام الشاحنات الصادرة من لاريدو بشكل كبير مقارنة بنفس الفترات في عامي 2023 و2022، وفقاً لمؤشر حجم العطاءات الصادرة عن سونار.

قال سكوماتينكو إن الزخم الذي اكتسبته عمليات النقل القريبة في عام 2024 من غير المرجح أن ينخفض بشكل كبير في العام المقبل.

وقال سكوماتينكو «إن أولئك الذين يدركون ويُقدّرون فوائد المكسيك كوجهة للنقل القريب على استعداد لتحمل هذه المخاطر وإنشاء عمليات جنوب الحدود، والجدير بالذكر أن الجمعية المكسيكية للمتنزهات الصناعية الخاصة تتوقع وصول نحو 450 شركة جديدة إلى المكسيك بحلول عام 2025».

تخطط شركة موبيا، وهي شركة تصنيع سيارات مقرها ألمانيا، لافتتاح مصنعها الثالث في مدينة راموس أريزبي المكسيكية، وسيوفّر المصنع الذي تبلغ تكلفته 60 مليون دولار مئتي وظيفة مباشرة وينتج مكونات لهيكل السيارات للسوق في أميركا الشمالية، ومن المقرر افتتاح المنشأة التي تبلغ مساحتها 2.2 مليون قدم مربع بحلول نهاية عام 2025.

موبيا هي شركة عالمية لإنتاج مكونات السيارات وتوظف الشركة أكثر من 17 ألف شخص في 54 موقعاً في 18 دولة.