أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أن رجل الأعمال الأميركي اللبناني مسعد بولس، سيكون كبير مستشاريه للشؤون العربية والشرق أوسطية.

وأعلن ترامب ذلك عبر حسابه على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال»، قائلاً «يسعدني أن أعلن أن مسعد بولس سيشغل منصب المستشار الأول للرئيس في الشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط، مسعد محامٍ بارع وزعيم يحظى بالاحترام في عالم الأعمال، وله خبرة واسعة على الساحة الدولية».

وأوضح ترامب، أن مسعد كان له دور فعال في بناء تحالفات جديدة هائلة مع المجتمع العربي الأميركي، حيث التقى مراراً وتكراراً مع القادة العرب الأميركيين والمسلمين خلال الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري.

من هو مسعد بولس؟

مسعد بولس، هو ملياردير يتمتع بعلاقات تجارية واسعة في نيجيريا، وولد في لبنان تنحدر عائلته من شمال البلاد، لكنه انتقل إلى تكساس عندما كان مراهقاً، حيث التحق بجامعة هيوستن، وحصل على شهادة في القانون وأصبح مواطناً أميركياً.

وبعدها انتقل إلى نيجيريا لمتابعة أعمال عائلته قبل أن يصبح المدير التنفيذي لمجموعة «SCOA Nigeria» المتخصصة في تجميع المركبات بغرب إفريقيا، والتي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار.

وفي عام 2022، التقى ابنه مايكل بولس، بابنة ترامب الصغرى تيفاني، في جزيرة ميكونوس اليونانية، ونشأت بينهما قصة حب تكللت بالزواج، ومنذ ذلك الوقت كان بولس مسانداً لترامب، حيث لعب دوراً بارزاً خلال الحملة الانتخابية لترامب في داخل المجتمعات العربية، خاصة في ولاية ميشيغان.

وقال مسؤولو حملة ترامب وأنصاره، في تصريح لرويترز، إن فوز ترامب في الانتخابات في ميشيغان جاء جزئياً بسبب مساعدة بولس، في جمع تأييد 300 ألف أميركي عربي ومسلم في الولاية، وهم الذين أيدوا بايدن بأغلبية ساحقة في عام 2020، لكنهم عارضوا سياسات بايدن في إسرائيل وغزة ولبنان.

وقال رابيول شودري، أحد مؤسسي منظمة مسلمون من أجل ترامب «لقد لعب بولس دوراً كبيراً في التواصل مع الناخبين المسلمين».

وأمضى بولس أسابيع على الأرض في ميشيغان وبنسلفانيا والولايات الأخرى التي تضم عدداً كبيراً من السكان العرب الأميركيين والمسلمين، حيث أكد للجمهور في وجبات الغداء والعشاء الخاصة التي استغل فيها علاقاته الخاصة برجال الأعمال الأميركيين اللبنانيين، أن ترامب ملتزم بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط.

وقال بولس لرويترز في مقابلة بعد وقت قصير من الانتخابات، إن حملة ترامب أنفقت عشرات الملايين من الدولارات على جهود تعبئة الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين.

وحصل ترامب على تأييد الأئمة المسلمين وعمدة هامترامك المسلم، وهي بلدة أخرى بالقرب من ديترويت، تضم عدداً كبيراً من السكان الأميركيين العرب، فضلاً عن الجالية البنغلاديشية الكبيرة، وتودد إلى الأميركيين العراقيين والأميركيين الألبان وغيرهم.

لماذا اختار ترامب مسعد بولس مستشاراً للشؤون العربية؟

إن اختيار رجل الأعمال الأميركي اللبناني مسعد بولس، من قبل الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، وهو والد صهره مستشاراً للشؤون العربية، تعد المرة الثانية خلال الأيام الأخيرة التي يختار فيها ترامب والد زوجة أحد أبنائه للعمل في إدارته.

وقال ترامب، يوم السبت الماضي، إنه اختار والد صهره جاريد كوشنر، قطب العقارات تشارلز كوشنر، للعمل سفيراً للولايات المتحدة في فرنسا.

ووفقاً لرويترز، فإن اختيار ترامب، لرجل الأعمال مسعد بولس تحديداً لمنصب مستشار الشؤون العربية، بسبب علاقته القوية في الدول العربية، حيث نجح في حشد الدعم اللبناني والعربي الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية.

بالإضافة إلى أن والده وجده كانا من الشخصيات البارزة في السياسة اللبنانية، وكان والد زوجته ممولاً رئيسياً للتيار الوطني الحر، وهو حزب مسيحي متحالف مع حزب الله.

وبحسب مصادر، كان بولس على اتصال مع محاورين عبر العالم السياسي متعدد الأقطاب في لبنان، وهو إنجاز نادر في البلاد حيث تتعمق المنافسات المستمرة منذ عقود بين الفصائل.

وذكرت المصادر أن ما يلفت النظر حول بولس بشكل خاص هو قدرته على الحفاظ على العلاقات مع حزب الله، بالإضافة إلى أنه صديق لسليمان فرنجية الحليف المسيحي لحزب الله ومرشحه لرئاسة لبنان، وأيضاً على اتصال بحزب القوات اللبنانية، وهو فصيل مسيحي مناهض بشدة لحزب الله، وله علاقات مع مشرعين مستقلين.

وقال آرون لوند، زميل مؤسسة سنشري فاونديشن البحثية، إن بولس كان في وضع جيد للتأثير على سياسة ترامب في الشرق الأوسط، بعد أن لعب دوراً صغيراً ولكنه مهم في توسيع جاذبية ترامب للناخبين الأميركيين العرب والمسلمين خلال الحملة الانتخابية.