يبدأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر زيارة تستغرق عدة أيام إلى الخليج يوم الأحد، وهي أول رحلة له إلى المنطقة منذ توليه منصبه، سعياً إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وقالت الحكومة في بيان يوم السبت، إن الزيارة ستهدف إلى تعزيز الاستثمار وتعميق الشراكات الدفاعية والأمنية، ووصفت الدولتين في الشرق الأوسط بأنهما «من أهم شركاء المملكة المتحدة في العصر الحديث».

سيزور ستارمر أولاً الإمارات العربية المتحدة ثم يسافر إلى المملكة العربية السعودية، قبل التوقف في قبرص في طريق عودته إلى لندن يوم الثلاثاء في محاولة «لبناء علاقات أوثق ودفع النمو في المملكة المتحدة على المدى الطويل»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

تأتي الرحلة إلى أبو ظبي والرياض في الوقت الذي تسعى فيه حكومة حزب العمال إلى إبرام اتفاقية تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي الست: البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وقال ستارمر في بيان صدر يوم السبت «هناك إمكانات هائلة غير مستغلة في هذه المنطقة، ولهذا السبب، في أثناء وجودي هناك، سأقدّم قضية تسريع التقدم في اتفاقية التجارة الحرة لمجلس التعاون الخليجي».

وأضاف ستارمر أن الاجتماعات تهدف كذلك إلى «تعميق تعاوننا في البحث والتطوير» والشراكة في مشاريع بمجالات تشمل الدفاع والذكاء الاصطناعي.

سيصل الزعيم البريطاني إلى الإمارات العربية المتحدة مساء الأحد قبل محادثات صباح الاثنين مع رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، سيتوجه ستارمر إلى المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي استضاف الأسبوع الماضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ستنتهي الجولة الإقليمية يوم الثلاثاء بلقاء ستارمر بالرئيس نيكوس خريستودوليدس في نيقوسيا، وهي أول محادثات ثنائية بين زعماء بريطانيا وقبرص منذ أكثر من خمسة عقود، ومن المقرر أيضاً أن يلقي ستارمر كلمة أمام القوات البريطانية المتمركزة في قبرص.

دفعة اقتصادية

راهن حزب العمال على مصداقيته عندما وعد ستارمر بتنشيط الاقتصاد البريطاني الراكد مرة أخرى.

ويقول إن اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن تعزز التجارة الثنائية، التي تمثل حالياً 55 مليار جنيه إسترليني أو نحو 70 مليار دولار، من تجارة المملكة المتحدة، بنسبة 16 في المئة، «ما قد يضيف 8.6 مليار جنيه إسترليني إضافية سنوياً على المدى الطويل».

وتأمل الحكومة البريطانية أن يؤدي الاتفاق إلى استثمار صناديق الثروة السيادية الخليجية في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية، مع فتح أسواق مربحة للشركات البريطانية.

تأتي رحلة ستارمر بعد زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبريطانيا الأسبوع الماضي، إذ ناقش ستارمر التجارة مع العائلة المالكة خلال محادثات في داونينغ ستريت تزامنت مع إعلان قطر أنها ستستثمر مليار جنيه إسترليني، أو نحو 1.3 مليار دولار، في تقنيات المناخ البريطانية.

من المتوقع أن تكون مناقشة الصراعات الإقليمية «على رأس الأجندة»، بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ووقف إطلاق النار في لبنان، والاضطرابات المتجددة في سوريا.

وستكون زيارة الخليج هي الرحلة الدولية الخامسة عشرة التي يقوم بها ستارمر منذ توليه منصبه في 5 يوليو تموز.

وانتقد المعارضون المدة التي قضاها خارج البلاد، لكن الحلفاء يصرون على أن الرحلات كانت حيوية للتعرف على زعماء العالم الآخرين.

ويصر ستارمر، البالغ من العمر 61 عاماً، في العواصم على أن «بريطانيا عادت إلى الساحة العالمية» بعد الضغينة بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي.