في أول رد علني له على الاحتجاجات الجماهيرية بعد حادثة إطلاق النار القاتل التي راح ضحيتها أحد كبار التنفيذيين في شركته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة يونايتد هيلث، أندرو ويتي، يوم الجمعة، إن النظام الصحي في الولايات المتحدة «ليس مثالياً»، وإن قرارات التغطية «غير مفهومة بشكل جيد».
وقال ويتي في مقال كتبه في صحيفة نيويورك تايمز «نحن نعلم أن النظام الصحي لا يعمل كما يجب، ونحن نفهم إحباط الناس تجاهه، لا أحد كان سيصمم نظاماً مثل الذي نمتلكه، ولا أحد فعل ذلك، إنه مزيج مبني على مر السنين».
كما دافع ويتي عن يونايتد هيلث كير، ذراع التأمين الصحي للشركة، رغم أنه اعترف بأن الشركة تتحمل بعض المسؤولية عن قلة الفهم حول كيفية عمل النظام، وقال: «مع أصحاب العمل، والحكومات، وغيرهم من الذين يدفعون تكاليف الرعاية، يجب علينا تحسين طريقة شرح ما يغطيه التأمين وكيفية اتخاذ القرارات».
وأشاد ويتي أيضاً بالرئيس التنفيذي ليونايتد هيلث كير، براين طومسون الذي قُتل في وسط مانهاتن الأسبوع الماضي، قائلاً إن طومسون «كان يناضل من أجل الصحة الوقائية والنتائج الصحية الجيدة بدلاً من إضافة المزيد من الفحوصات والإجراءات».
هل سيتم إجراء تغييرات؟
لقد أبرزت حادثة قتل طومسون الاستياء العام من شركات التأمين الصحي في أميركا، وعبّر العديد من الأشخاص عن استيائهم بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أورد الصحفيون قصصاً عن محاولات شركات التأمين التلاعب بالنظام لصالحها، وأفاد STAT، وهو موقع إخباري يركز على الرعاية الصحية، بسلسلة من القصص الاستقصائية حول يونايتد هيلث، بما في ذلك مقالات حول كيفية استخدام أكبر شركة تأمين صحي في البلاد خوارزمية حاسوبية لقطع الرعاية التأهيلية للملتحقين ببرنامج ميديكير، ما يحد من تقدير مديري الحالات السريرية.
وبينما يظل من غير الواضح ما إذا كانت الاحتجاجات العامة ستدفع يونايتد هيلث كير أو شركات التأمين الأخرى لتعديل ممارساتها، فإن هذا يعتمد جزئياً على ما إذا كان المرضى سيواصلون رفع أصواتهم، حسب ما قال الخبراء.
وقد حقق المستهلكون الغاضبون نجاحاً في تغيير صناعة التأمين الصحي في الماضي، ففي التسعينيات، تصاعدت الاحتجاجات ضد القيود التي فرضتها منظمات إدارة الصحة (HMOs)، كما تم تصوير ذلك في فيلم «As Good As It Gets» عام 1997، ما ساعد على دفع شركات التأمين لتقديم خطط مزودي الخدمة المفضلة (PPOs) التي تحتوي على قيود أقل، لكنها أغلى تكلفة.
مهمة يونايتد هيلث كير
بينما يجادل العديد من المرضى وداعميهم بأن شركات التأمين ترفض الرعاية لتحقيق أرباحها، تصر الصناعة على أنها تحمي المستهلكين من الأسعار المرتفعة والرعاية غير الضرورية.
وعقب مقتل طومسون، تعهَّد ويتي في رسالة داخلية للموظفين بمواصلة مهمة شركة التأمين في «تحسين النظام»، وقال في رسالة فيديو تم الحصول عليها من قبل (سي إن إن): «دورنا دور حيوي، ونتأكد من أن الرعاية آمنة ومناسبة، وأنها تُقدم عندما يحتاج إليها الناس».
هل ستتغير ممارسات شركات التأمين؟
عندما سُئلت يوم الخميس عمَّا إذا كانت ستُجرى أي تغييرات استجابة للاحتجاجات العامة، أحالت يونايتد هيلث كير (سي إن إن) إلى فيديو ويتي، ولم ترد شركات التأمين الكبرى الأخرى على طلبات التعليق، أو رفضت التعليق، لكن رابطة الصناعة قالت، إن المستشفيات ومقدمي الرعاية وأصحاب العمل لهم «تأثير مباشر على تكلفة خدمات الرعاية الصحية وإمكانية الوصول إليها».
وقالت AHIP، وهي مجموعة تجارية، في بيان: «في النظام الصحي المجزأ الذي يتم تنظيمه بشكل صارم، تتحمل خطط الصحة ومقدمو الرعاية وصانعو الأدوية مسؤولية مشتركة لتوفير رعاية عالية الجودة وبأسعار معقولة وأكثر سهولة في التنقل بالنسبة للأشخاص الذين نخدمهم».
ومع ذلك، قد تدفع الأحداث الأخيرة شركات التأمين للتحقيق في ممارساتها وإجراء بعض التعديلات، وفقاً لجولي أتر باك، المحللة البارزة في مورننغ ستار، سيحدث هذا على الأرجح إذا رأت الشركات أنها تواجه مخاطر على أعمالها، مثل تهديد أصحاب العمل بتركها بسبب قرارات التغطية التي تعتبر مرهقة لعمالهم.
ردود فعل في الكونغرس
لقد حاول الكونغرس لسنوات تحسين الوصول إلى الرعاية وتقليل التكاليف، والتي هي أعلى بكثير في الولايات المتحدة مقارنةً بنظيراتها، رغم أن النظام الصحي الأميركي يحتل آخر المراتب في بعض المؤشرات الصحية الرئيسية، وقد عقد المشرعون جلسات استماع وقدموا مشاريع قوانين، ولكن لم يتم إقرار إصلاحات شاملة منذ تمرير قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة في 2010، باستثناء بعض الأحكام المهمة حول تكاليف أدوية ميديكير في قانون خفض التضخم لعام 2022.
وتجري الآن محاولات لإصلاح عملية الموافقة المسبقة في خطط ميديكير أدفانتاج بعد فشل مشروع قانون لتحسين العملية في مجلس الشيوخ عام 2022.
ومع ذلك، هناك الآن رغبة من الحزبين في الكونغرس لإجراء إصلاحات، وفقاً لويندل بوتر، المدير التنفيذي السابق لشركة سيغنا والناقد البارز لصناعة الرعاية الصحية.