لم تكن شركة سوني، مخترعة «ووكمان»، بهذه القيمة السوقية منذ 25 عاماً، فكانت المرة الأخيرة التي تخطت فيها قيمة الشركة نحو 131.5 مليار دولار، عندما ظهر جهاز «بلاي ستيشن 2» لأول مرة على أرفف المتاجر الأميركية.

وارتفع سهم سوني بنحو 18 بالمئة في الشهر الماضي، متجاوزاً شركات الترفيه الكبيرة مثل ديزني ونتفليكس، كما عززت من المستثمرين الذين تراكموا في بورصة ناسداك، التي تجاوزت 20000 نقطة لأول مرة هذا الأسبوع.

عانت الشركة خلال الأعوام الماضية من ضعف الطلب على أجهزة البلاي ستيشن مع ثورة التطور في الهاتف المحمول، بعدما كانت هذه الأجهزة مربحة للغاية للشركة التي تبلغ عمرها 78 عاماً.

لكن ساعد «سوني» في الرجوع لمجدها القديم ظهور الفرص في مجال البث المباشر، فحاولت الانتقال من كونها شركة تصنع الإلكترونيات وحسب إلى شركة تقدم محتوى ترفيهياً.

ففي السنة المالية الماضية التي انتهت في مارس، شكلت أعمال الترفيه في سوني، والتي تشمل الموسيقى والأفلام والألعاب، 60 بالمئة من إجمالي الإيرادات، وهذا ضعف ما كانت عليه قبل عقد من الزمان، عندما شكلت أعمال الترفيه 30 نحو بالمئة فقط من إجمالي الإيرادات.

وقال محلل الأسهم البحثية في ماكواري، داميان ثونغ، لشبكة CNN «في السنوات الثلاث الماضية، بدأ سهم سوني في الخروج من ركود دام عقوداً من الزمان، وأغلق سعر السهم في اليابان مؤخراً عند أول ارتفاع قياسي منذ مارس 2000، ما يدل على الثقة في قدرة الشركة على تطوير عروض الألعاب الخاصة بها وتوجيه نفسها نحو الترفيه».

وأضاف ثونغ «إذا عدت إلى الوراء 30 عاماً، كانت شركة إلكترونيات، لكن اليوم، تحقق الشركة أرباحاً بشكل أساسي من الترفيه، وهو الألعاب والموسيقى والتلفزيون والأفلام».

وفي نوفمبر الماضي، ارتفع صافي أرباح الشركة للربع الثاني من العام المالي بنسبة 69 في المئة مقارنة على أساس سنوي، مدفوعاً بزيادة المبيعات في قطاعات الألعاب وأجهزة التصوير والموسيقى.

وفي عام 2025، تعتزم شركة سوني فصل وحدات الخدمات المصرفية والتأمين عبر الإنترنت، ما يزيد من مضاعفة عروضها الترفيهية.

كيف تمكنت سوني من التطور؟

قال الأستاذ المساعد في جامعة نيويورك ستيرن الذي يدرس أعمال ألعاب الفيديو، جوست فان درونين، لشبكة CNN مجموعة سوني، ثالث أكبر شركة في اليابان قيمة السوقية، غيرت من نفسها عبر ابتكار أعمالها في مجال الألعاب بما يتجاوز وحدات التحكم وإجراء عمليات استحواذ لتوسيع ملكيتها الفكرية.

و استحوذت «سوني» على شركة «Crunchyroll» القوية للأنمي في عام 2021، وأيضاً على شركة ألعاب الفيديو الأميركية «Bungie» في عام 2022 مقابل 3.6 مليار دولار.

تضم مجموعة العملاقة أيضاً شركة «Sony Pictures»، التي تنتج أفلاماً مثل سلسلة Spider-Man، وتمتلك أيضاً شركة «Sony Music»، التي تضم «Columbia Records»، هذا إلى جانب شركة «Sony Interactive Entertainment»، التي تصنع أجهزة البلاي ستيشن.

أشار فان درونين إلى أن سوني تحاول إطلاق العنان للتآزر عبر شركاتها التابعة لإنتاج محتوى ترفيهي أصلي للمستهلكين، كما تتطلع أيضاً إلى التطور في مجال الألعاب خارج نطاق أعمالها المتعلقة بأجهزة الألعاب، إذ تبحث عن جماهير جديدة وطرق جديدة للتوزيع.

سوني تنقل ألعاب الفيديو إلى شاشات العرض

أفاد فان درونين «أظهر فيلم (The Last of Us) أن سوني أتيحت لها الفرصة لإنتاج أفلام للسينما مستوحاة من ألعاب الفيديو، عكس ما كان يحدث في الماضي، إنها تبحث عن طرق جديدة للوصول إلى العملاء، لتوسيع نطاق وصول العملاء».

وقبل «The Last of Us»، حاولت سوني تكييف ألعاب الفيديو مع فيلم «Uncharted»، الذي عرض عام 2022 وشارك فيه الممثل توم هولاند، والذي استند إلى امتياز ألعاب فيديو نشرته سوني لأول مرة في عام 2007.

وتجري الشركة الآن محادثات للاستحواذ على «Kadokawa»، وهي شركة يابانية لألعاب الفيديو تنتج لعبة الفيديو الشهيرة «Elden Ring».

وتخطط سوني لتقديم امتياز ألعاب الفيديو «God of War»، الذي نشرته لأول مرة في عام 2005، من خلال دمجه في فيلماً سيعرض في السينما العام المقبل، وفقاً لآنا كير، مديرة الأبحاث للألعاب في Ampere Analytics.