يواجه إيلون ماسك وشركته «سبيس إكس» ثلاث مراجعات فيدرالية للتحقيق فيما إذا كانت الشركة قد امتثلت لقواعد الإبلاغ الفيدرالية التي تهدف إلى حماية الأمن القومي.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أن هذه المراجعات بدأت من قِبل القوات الجوية، المفتش العام لوزارة الدفاع، ووكيل وزارة الدفاع للاستخبارات والأمن.

وفشلت «سبيس إكس» في العديد من المرات في الامتثال للبروتوكولات الفيدرالية التي تهدف إلى حماية الأسرار الأمنية، بما في ذلك عدم تقديم التفاصيل المتعلقة باجتماعات ماسك مع الزعماء الأجانب، وفقاً للتقرير.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأميركي إن وزارة الدفاع (البنتاغون) وأجهزة إنفاذ القانون يجب أن تحقق في التقارير التي تشير إلى أن الملياردير إيلون ماسك أجرى محادثات متعددة مع مسؤولين روس، من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وفقاً لوكالة رويترز.

ويشرف ماسك، الذي عيّنه الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب في منصب حكومي رفيع، على عقود ضخمة مع وزارة الدفاع والمخابرات الأميركية تقدر بمليارات الدولارات، وذلك بصفته الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» المتخصصة في الفضاء والطيران.

وأعربت السيناتور جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية، وجاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن قلقهما في رسالة موجهة إلى وزير العدل ميريك غارلاند والمفتش العام لوزارة الدفاع، مؤكدين أن الاتصالات بين ماسك ومسؤولين روس يجب أن تخضع لتحقيق شامل، حيث تثير هذه الاتصالات تساؤلات خطيرة حول مصداقية ماسك كمقاول حكومي وطبيعة اطلاعه على معلومات حساسة.

وفي الرسالة المؤرخة يوم الجمعة، أضاف المشرعان أنه «في ظل العلاقات بين السيد ماسك وخصم معروف للولايات المتحدة، وهو روسيا، والمستفيد من التمويل الحكومي الأميركي، تطرح هذه الاتصالات أسئلة حول مصداقيته في التعامل مع معلومات سرية».

وقد دعا العديد من المشرعين الديمقراطيين إلى التحقيق في اتصالات ماسك مع المسؤولين الروس، خصوصاً بعد تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي بشأن محادثاته المزعومة، إلا أن الرسالة التي وجهها شاهين وريد لم تُعلن عن محتواها من قبل.

وتعتبر دعوة شاهين وريد لإجراء تحقيق اتحادي محاولة صعبة التنفيذ، خاصة مع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض بدعم من ماسك، الذي أسهم بمبلغ يزيد على 119 مليون دولار في حملة ترامب الانتخابية، كما عينه ترامب رئيساً مشاركاً في وزارة «كفاءة الحكومة» في الإدارة الجديدة.

وقد أُثيرت تقارير عن اتصال ماسك بالمسؤولين الروس في عام 2022، عندما قال عالم السياسة إيان بريمير، رئيس شركة «أوراسيا غروب» الاستشارية، إن ماسك أخبره بأنه تحدث مع بوتين حول حرب أوكرانيا، مشيراً إلى «الخط الأحمر» بالنسبة لروسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية، لكن ماسك نفى هذه الادعاءات وقال إنه تحدث إلى بوتين بشأن الفضاء قبل 18 شهراً فقط.

وفي الشهر الماضي، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر أميركية وأوروبية وروسية لم تذكر أسماءها، أن ماسك أجرى محادثات متعددة مع مسؤولين روس، بمن فيهم بوتين وسيرجي كيريينكو، النائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية الروسية.

وفي رسالتهما، أعرب ريد وشاهين عن قلقهما البالغ إزاء المحادثات التي أجراها ماسك مع كيريينكو، الذي اتهمته وزارة العدل الأميركية هذا العام بالمسؤولية عن حملة دعائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي على منصة «إكس» المملوكة لماسك، للتأثير على الانتخابات الأميركية المقبلة.

وتعتبر شركة «سبيس إكس» التابعة لماسك لاعباً رئيسياً في قطاع الفضاء في الولايات المتحدة، حيث تعتمد عليها وكالة ناسا والبنتاغون بشكل كبير في تنفيذ العديد من مهام الفضاء الحساسة.