دخل آلاف من سائقي أمازون في إضراب عبر أربع ولايات أميركية، وذلك قبل أقل من أسبوع على عيد الميلاد، ومع ذلك، تؤكد الشركة أن الإضراب لن يؤثر على توصيلات الطرود خلال موسم العطلات.

أعضاء نقابة «تيمستر» دخلوا في إضراب في سبع منشآت عبر أربع ولايات، ورغم أن النقابة تدعي تمثيل 7,000 عامل في أمازون على مستوى الولايات المتحدة، فإن هؤلاء لا يمثلون سوى أقل من 1% من القوة العاملة في الشركة في البلاد.

وراء الشكاوى المعتادة من العمال بشأن الأجور والمزايا، ترفض أمازون الاعتراف بهم كموظفين في الشركة رغم ارتدائهم زِي أمازون، وقيادتهم سيارات أمازون، وتوصيلهم حصرياً طرود أمازون، وقال شون أوبراين، رئيس نقابة «تيمستر»، في بيان نشر على «إكس»: «إذا تأخرت الطرود خلال العطلات، يمكنكم إلقاء اللوم على جشع أمازون الذي لا يشبع، أعطينا أمازون مهلة واضحة للحوار مع أعضاء النقابة ولكنهم تجاهلوها».

وأضاف السائق لوك سيانتشيوتو، أثناء حديثه للصحفيين خارج منشأة «سكوكي» قبيل بدء الإضراب: «نحن نكافح ونطالب بحقوقنا الأساسية التي هي معايير صناعية، العديد منا لن تكون لديه هدايا تحت الشجرة هذا العام، الأجور والساعات التي نحصل عليها من أمازون ليست كافية للعيش في الاقتصاد الحالي».

ورغم التأكيدات أن شحنات أمازون للعملاء لن تتأثر، شددت الشركة في بيانها على أن نقابة «تيمستر» لا تمثل أي موظف في أمازون، وقد قام «مجلس العمل الوطني» بالاعتراف بمجموعتين من عمال أمازون ضمن النقابة، لكن المنشأة في جزيرة ستاتن، نيويورك، لم تدخل في الإضراب رغم موافقتها عليه.

قالت المتحدثة باسم أمازون، كيلي نانتيل: «هناك العديد من التفاصيل هنا، لكن يجب أن أكون واضحة، نقابة «تيمستر» لا تمثل أي موظف في أمازون رغم ادعاءاتها عكس ذلك. هذه الحملة بأكملها هي مجرد لعبة علاقات عامة وتصرفات النقابة هذا العام وهذه الأسبوع هي غير قانونية».

الإضراب يبدأ في وقت حرج

بدأ الإضراب في الساعة السادسة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الخميس في منشأة في كوينز، وبعد ساعة، انضم إليهم العمال في سكوكي، إلينوي، إحدى ضواحي شيكاغو، وفي الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، توسع الإضراب ليشمل مواقع في أتلانتا، سان فرانسيسكو، فيكتورفيل ومدينة الصناعة في كاليفورنيا.

قال ساتيش جيندل، رئيس شركة «شيب ماتريكس» لمتابعة بيانات تسليم الطرود: «لن يكون للإضراب تأثير كبير على شحنات أمازون نظراً لعدد المنشآت الكبيرة التي تمتلكها أمازون، وعدد المنشآت التي تخوض الإضراب قليل جداً»، وأضاف أن تأثير الإضراب سيكون مشابهاً لما يحدث عند حدوث عاصفة جليدية في منطقة معينة.

التركيز على أرباح أمازون

أشارت النقابة إلى الأرباح الضخمة التي حققتها أمازون، والتي سجلت 39.2 مليار دولار من الدخل الصافي في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، أي أكثر من ضعف ما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، وقالت أشورا بروكس، سائقة أخرى في سكوكي: «لن تكون الطرود أهم من الناس بعد الآن، سيكون الناس هم الأهم، الناس فوق الطرود والأرباح»

الإضراب والتوترات القانونية

ورغم أن الإضراب يأتي في وقت حساس قبل عطلات الميلاد وحانوكا، يأمل عمال «تيمستر» في أن يضغطوا على أمازون ليعالجوا مطالبهم، وأن ينجحوا في تحفيز بعض عملاء الشركة للتسوق في أماكن أخرى من أجل الهدايا المتأخرة.

الجدير بالذكر أن النقابة تسعى للاعتراف بالعمال الذين يعملون لحساب متعهدين مستقلين، حيث قالت إن القاعدة التي أقرها «مجلس العمل الوطني» تَعتبر أن أمازون والمتعهدين يعملون كجهات مشتركة، ما يجعل النقابة قادرة على المطالبة بحقوق هؤلاء العمال، إلا أن أمازون وجماعات الأعمال الأخرى يتحدون هذا القرار.

النقابة ورفض أمازون الاعتراف بها

أمازون ترفض تماماً الاعتراف بنقابة «تيمستر» أو الاعتراف بأنها تمثل أي من موظفيها، قالت المتحدثة باسم أمازون: «لم يكن هناك دعم كافٍ من موظفينا وشركائنا، لذلك جلبت النقابة غرباء للتظاهر والضغط على فريقنا، وهو أمر غير مناسب وخطير».

ولم تَعلن النقابة عن إضراب في منشأة جزيرة ستاتن، رغم أن النقابة كانت قد أعلنت سابقاً أن الإضراب قد تم التصديق عليه من قبل أعضاء النقابة هناك، ولم يتم توضيح سبب عدم مشاركة هؤلاء الأعضاء في الإضراب.