سجلت الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً في أعداد المشردين هذا العام، حيث أسهمت عوامل مثل التضخم المستمر وارتفاع أسعار السكن في تفاقم المشكلة، وفقاً لتقرير حكومي صدر يوم الجمعة.
أكثر من 771 ألف مشرد في ليلة
أفاد تقرير صادر عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية (HUD) بأن عدد المشردين بلغ نحو 771,480 شخصاً في ليلة واحدة من يناير 2024، بزيادة نسبتها 18% مقارنة بعام 2023.
ويمثل هذا الرقم نحو 23 مشرداً لكل 10,000 شخص في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر اقتصاد في العالم.
ارتفاع تكاليف السكن وتأثيره
شهدت الأُسر ضغوطاً هائلة جراء ارتفاع تكاليف السكن، حيث زاد متوسط الإيجار لشهر يناير 2024 بنسبة 20% مقارنة بشهر يناير 2021، بحسب الائتلاف الوطني للإسكان منخفض الدخل.
كما أشار التقرير إلى عوامل أخرى، مثل جمود الأجور للأسر متوسطة ومنخفضة الدخل، وآثار العنصرية النظامية المستمرة.
أسباب أخرى لتفاقم الأزمة
ذكر التقرير أن الكوارث الطبيعية التي شردت السكان، وارتفاع معدلات الهجرة، وانتهاء برامج الوقاية من التشرد التي طُبقت خلال جائحة كوفيد-19، كانت من بين العوامل المؤثرة الأخرى.
وقالت أدريان تودمان وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية «على الرغم من أن هذه البيانات قديمة بعض الشيء، ولا تعكس الوضع الحالي بالكامل، فإنه من الضروري التركيز على الجهود المبنية على الأدلة لمنع وإنهاء التشرد».
شهد الأطفال دون سن 18 عاماً أكبر زيادة في معدلات التشرد بين عامي 2023 و2024، حيث بلغ عددهم ما يقرب من 150,000 طفل في ليلة واحدة، بزيادة نسبتها 33% مقارنة بالعام السابق.
كما أكد التقرير أن الأشخاص المنتمين إلى مجتمعات السود أو الأفارقة الأميركيين ما زالوا ممثلين بشكل مفرط بين المشردين، فعلى الرغم من أنهم يشكلون 12% من سكان الولايات المتحدة، فإنهم يمثلون 32% من إجمالي المشردين.
وعلى الرغم من هذه الأرقام المثيرة للقلق، سجلت حالات التشرد بين قُدامى المحاربين انخفاضاً إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.