أزاحت الصين ألمانيا من سوق السيارات الفاخرة في المكسيك بعدما اكتسبت السيارات الصينية حصة سوقية كبيرة في القطاع خلال السنوات الأخيرة، على خلفية انخفاض سيارات السيدان الأوروبية.

وفقاً للجمعية المكسيكية لموزعي السيارات (AMDA)، حققت شركة «موتورنيشن»، التي تبيع سيارات «بايك» و«جى إم سي» و«شانغان»، زيادة في المبيعات بنسبة 8.8 في المئة، في حين ارتفعت مبيعات «جيتور» الصينية بنسبة 131 في المئة خلال أول 11 شهراً من هذا العام، لتصبح هذه الشركات المصنعة الصينية تملك حصة 9.3 بالمئة من السوق.

«توفر الماركات الصينية مزايا السيارات الفاخرة (بسعر أقل) من الشركات المنافسة»، بحسب رئيس الجمعية المكسيكية لموزعي السيارات غييرمو روزاليس، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية.

كما استفادت الماركات الصينية من الإعفاء من الرسوم الجمركية في المكسيك، والذي استمر أربع سنوات حتى الأول من أكتوبر 2024.

في المقابل، تضم الدولة الأميركية اللاتينية مصانع لشركات سيارات ألمانية كبرى مثل «اودي» و«فولكس فاغن» و«بي إم دبليو»، لكنها واجهت انخفاضاً في المبيعات على عكس بكين.

وانخفضت مبيعات سيارات «أودي» بنسبة 21.9 بالمئة، في حين بقيت مبيعات «بي إم دبليو» بحال ركود، كما سجلت «مرسيدس بنز» تراجعاً في مبيعاتها بنسبة 9.8 بالمئة، بحسب الجمعية المكسيكية.

الراحة السعر الرخيص أولوية المستهلكين

ومن جهة أخرى، ينجذب المستهلكين إلى الراحة والتكنولوجيا وأسعار السيارات الصينية، فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة سيارة الدفع الرباعي الصينية نحو 27 ألف دولار، أما الماركات التقليدية الأخرى فتتراوح تكلفتها ما بين 40 و50 ألف دولار.

وتضم المكسيك نحو ثلاثين ماركة صينية من مختلف الأنواع بدءاً من السيارات الصغيرة وصولاً إلى تلك الفاخرة والرياضية بحسب جيراردو غوميز، من شركة «جى دي باور» الاستشارية.

الصين نقطة خلاف

يأتي توغل الصين في السوق المكسيكي، في وقت تشكل فيه الدولة الآسيوية مصدراً للخلاف بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، الشركاء في اتفاقية التجارة الحرة.

دونالد ترامب

الرئيس الأميركي المنتخب أكد أنّ الصين تبني مصانع سيارات في المكسيك لبيع مركباتها في الولايات المتحدة، كما أضاف مسؤولون كنديون في هذا الصدد أن المكسيك تشكل نقطة انطلاق للمنتجات الصينية في المنطقة، لكن من جهة أخرى تنفي السلطات المكسيكية هذا الأمر.

«المنتجات المصنعة في بلادها تتضمن مكونات صينية بنسبة 7 بالمئة فقط»، الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم.

أضافت: «تواجه المركبات المجمعة في الصين ضرائب جمركية مرتفعة في الولايات المتحدة وكندا، ما يجعل استيرادها مستحيلاً».

«لا يوجد أي دليل على أن المكسيك هي نقطة انطلاق للمنتجات الصينية، لكنها رواية سياسية من الولايات المتحدة وباتت منتشرة الآن في كندا»، أفاد المتخصص في السياسة التجارية لدى مركز ويلسون في الولايات المتحدة دييغو ماروكان.

وهدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على كندا والمكسيك، متّهماً إياهما باتخاذ موقف سلبي تجاه الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات.

وفي محاولة للبعد عن الواردات الصينية، أعلنت شينباوم في نهاية نوفمبر أنها ستقترح على الولايات المتحدة وكندا خطة استبدال واردات بكين بموجب معاهدة التجارة الحرة، على الرغم من بلوغ العجز التجاري مع العملاق الآسيوي نحو 80 مليار دولار.

وبالإضافة إلى فرض الضرائب على الواردات من السيارات الصينية بعد انتهاء الإعفاء في أكتوبر الماضي، أعلنت المكسيك أيضاً فرض ضرائب على المنسوجات الصينية بنسبة 35 بالمئة على الواردات من 138 منتجاً من الملابس الجاهزة، و15 بالمئة على 17 نوعاً من السلع المنسوجات.