سجّلت المملكة العربية السعودية تقدماً استثنائياً في مسيرتها نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 خلال عام 2024، مع إبرام مجموعة من الشراكات الاستراتيجية عبر مختلف القطاعات الاقتصادية.
تأتي هذه الصفقات في إطار جهود المملكة لتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، حيث تسهم في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على عائدات النفط، وأكد الخبراء أن هذه المبادرات تُعد ركيزة أساسية لدفع عجلة النمو المستدام وتعزيز الاستثمارات الدولية.
قطاع السياحة.. انطلاقة نوعية
حققت الهيئة العامة للسياحة في السعودية نقلة نوعية عندما كشفت عن وجهات سياحية مبتكرة في معرض سوق السفر العربي، وأسفرت هذه المبادرة عن توقيع أكثر من 40 اتفاقية مع شركات رائدة، منها الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض ونون.
وأكد الدكتور ياسين غلام، أستاذ الاقتصاد بجامعة اليمامة، أن هذه الجهود ستخلق فرص عمل للشباب والنساء، بما ينسجم مع أهداف رؤية 2030 لجعل المملكة وجهة سياحية عالمية متميزة تجمع بين الثقافة الأصيلة والتجارب العصرية.
شراكات استراتيجية لتعزيز النمو
أبرمت السعودية شراكات اقتصادية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا، شملت مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة.
وأوضح عبد الله المغلوث، عضو الجمعية الاقتصادية السعودية، أن هذه الشراكات ستسهم في تحسين البنية التحتية، وتعزيز الابتكار، ودعم مشاريع مثل «نيوم» و«القدية».
قطاع التعليم.. تعاون دولي مثمر
شهد عام 2024 تطورات لافتة في قطاع التعليم، أبرزها توقيع اتفاقيات تعاون بين جامعات سعودية وأميركية لتعزيز التبادل الأكاديمي والبحثي، كما أطلقت المملكة برامج تدريب مهني بالشراكة مع بريطانيا، ما عزّز سمعتها مركزاً تعليمياً عالمياً.
استثمارات في الفضاء والذكاء الاصطناعي
في خطوة تاريخية، وقّعت السعودية اتفاقية تعاون مع «ناسا» لتطوير أبحاث الفضاء، كما نظّمت مؤتمر LEAP 24، الذي أتاح استثمارات بقيمة 24 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية. ومن بين المبادرات البارزة استثمار أمازون 5.3 مليار دولار في برامج تدريبية تستهدف تعزيز دور المرأة في التكنولوجيا.
قطاع الطاقة المتجددة.. إنجازات بارزة
واصلت المملكة ريادتها في الطاقة النظيفة، حيث قادت شركة «أكوا باور» مشروع طاقة الرياح بقيمة 1.5 مليار دولار في مصر، ما يدعم احتياجات الطاقة ويقلل الانبعاثات الكربونية.
صندوق الاستثمارات العامة محرك التحول الاقتصادي
لعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً محورياً في إطلاق مشاريع استراتيجية مثل الاستثمار في مطار هيثرو، وإنشاء مركز ذكاء اصطناعي بالتعاون مع Google Cloud، ما يتوقع أن يسهم بـ71 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، كما عزّز الصندوق إنتاج تقنيات الطاقة المتجددة محليًا من خلال شراكات مع شركات عالمية.
وعكست إنجازات المملكة عام 2024 التزامها بالتنويع الاقتصادي والتعاون الدولي، ومع استمرار تركيزها على الابتكار ورأس المال البشري، تواصل السعودية ترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية عالمية متعددة القطاعات.
