أنهى النشاط الصناعي في القارتين آسيا وأوروبا العام الماضي بقراءة ضعيفة، وسط قلق من سياسة ترامب التجارية خلال ولايته الثانية في ظل ضعف الاقتصاد ال صيني والركود الصناعي في الكتل الاقتصادية الكبرى في أوروبا.
وفي الشهر الأخير من العام، ازداد تباطؤ النشاط الصناعي في منطقة اليورو، مع وجود علامات ضئيلة على التعافي قريباً حيث ظلت أكبر ثلاثة اقتصادات في الكتلة، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، عالقة في ركود صناعي.
كما أظهرت مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية لشهر ديسمبر من جميع أنحاء آسيا تباطؤ نشاط المصانع في الصين وكوريا الجنوبية على الرغم من وجود بعض العلامات على التعافي في تايوان وجنوب شرق آسيا.
الصناعة الصينية تعاني رغم التحفيزات
بأقل من التوقعات، سجل مؤشر مديري المشتريات تباطؤاً للنشاط التصنيعي للصين إلى 50.5 في ديسمبر مقابل 51.5 في نوفمبر.
وقال غابرييل نج، مساعد الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، إن زيادة الدعم السياسي من جانب بكين في أواخر عام 2024 قدمت دفعة للنمو في الأمد القريب، ومن المرجح أن نراها في مؤشرات أخرى للربع الرابع.
وأضاف نج: «وسيستمر هذا التحسن حتى أوائل عام 2025، لكن هذا التحسن ربما لن يظل لأكثر من بضعة أرباع، لأن يرجح أن ينفذ ترامب تهديده بالرسوم الجمركية قبل فترة طويلة ولا تزال الاختلالات الهيكلية المستمرة تثقل كاهل الاقتصاد».
وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على جميع المجالات، مع فرض حواجز أكبر على الواردات من ثلاثة شركاء تجاريين رئيسيين، المكسيك وكندا والصين.
الانكماش مستمر في اقتصادات في آسيا
في كوريا الجنوبية، أظهر مؤشر مديري المشتريات انكماش النشاط في ديسمبر، رغم أرقام نمو الصادرات التي جاءت أفضل من المتوقع.
وقال محافظ البنك المركزي في كوريا الجنوبية يوم الخميس إن وتيرة تخفيف السياسة النقدية ستحتاج إلى أن تكون مرنة هذا العام بسبب عدم اليقين السياسي والاقتصادي المتزايد.
أما في اليابان، فأظهر مؤشر مديري المشتريات انكماش النشاط في ديسمبر، وإن كان بوتيرة أبطأ، كما أعلنت ماليزيا وفيتنام عن انخفاض في نشاط التصنيع.
كما أظهر مؤشر مديري المشتريات في الهند أن نشاط التصنيع في البلاد نما بأضعف وتيرة له لعام 2024.
ولكن استمرت مصانع الاقتصاد في جنوب آسيا في التفوق على نظيراتها في المنطقة، حيث أفادت بتوسع متواصل على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية.
أوروبا تعاني الانكماش
وفي أوروبا، انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعية لمنطقة اليورو التابع لشركة «إتش سي أو بي»، الذي جمعته شركة ستاندرد آند بورز جلوبال، إلى 45.1 في ديسمبر كانون الأول، وهو أقل من علامة 50 التي تفصل النمو عن الانكماش، حيث كان منذ منتصف عام 2022.
«النشاط الصناعي في منطقة اليورو ظل تحت الضغط في نهاية عام 2024، بسبب استمرار ضعف الطلب في كل من السوق المحلية والصادرات»، بحسب كلاوس فيستيسن، كبير خبراء الاقتصاد في منطقة اليورو في «بانثيون».
وانخفض نشاط المصانع في ألمانيا إلى منطقة الانكماش بشكل أكبر الشهر الماضي بسبب التراجعات الحادة في الإنتاج والطلب، كما انخفض النشاط في فرنسا بأسرع وتيرة له في أكثر من أربع سنوات.
وفي بريطانيا، خارج الاتحاد الأوروبي، انكمش نشاط المصانع بأسرع معدل في 11 شهراً، وخفضت الشركات مستويات التوظيف بسبب الضرائب المرتفعة والطلب الأجنبي الضعيف.