اختتم الاقتصاد الأميركي عام 2024 بشهر آخر من النمو الكبير في الوظائف، إذ أضاف 256,000 وظيفة جديدة في ديسمبر.

انخفض معدل البطالة إلى 4.1% من 4.2%، واختتم عاماً شهد عودة إلى المعايير الطبيعية لما قبل الجائحة، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل التي صدرت يوم الجمعة.

وبينما يؤكد التقرير الأخير للوظائف لعام 2024 مدى تحسن سوق العمل الأميركي منذ الجائحة، هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن ما قد يجلبه عام 2025 لمسار سوق العمل، ويرجع ذلك جزئياً إلى السياسات المحتملة للرئيس المنتخب دونالد ترامب المتعلقة بالتجارة والهجرة والضرائب والقوى العاملة الفيدرالية.

ومع إدراج مكاسب ديسمبر كانون الثاني، التي تخضع للمراجعة، أضاف الاقتصاد نحو 2.2 مليون وظيفة في عام 2024، بمتوسط 186,000 وظيفة شهرياً.

يتماشى هذا مع الأرقام السنوية من 2017 إلى 2019 ولكنه يمثل تباطؤاً مقارنة بالمكاسب الكبيرة التي شهدتها سنوات التعافي من الجائحة.

وأضافت الولايات المتحدة وظائف على مدى 48 شهراً متتالياً؛ ما يعادل ثاني أطول فترة من التوسع في التوظيف المسجلة.

وتوقع الاقتصاديون زيادة صافية قدرها 153,000 وظيفة وبقاء معدل البطالة عند 4.2%، وفقاً لتوقعات FactSet.

وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل حاد بعد التقرير الذي جاء أفضل من المتوقع، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو بنحو 400 نقطة قبل أن تستقر بارتفاع طفيف.

وقفز العائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات إلى 4.7% إذ يخشى المتداولون أن تؤدي البيانات القوية والاقتصاد الأقوى إلى وقف الاحتياطي الفيدرالي حملته لخفض أسعار الفائدة.

مكاسب قوية لكن العوامل الموسمية والجوية تؤثر

كان من المتوقع أن يوفر تقرير الوظائف لشهر ديسمبر نظرة أوضح على صحة سوق العمل ومساره بعد تقريرين مشوهين: أكتوبر، الذي جاء أضعف بسبب الأعاصير والإضرابات العمالية، ونوفمبر، الذي جاء أقوى لأنه شمل عودة العمال المفقودين.

من المرجح أن ديسمبر تأثر أيضاً -حسب قول الاقتصاديين- مع التعافي المستمر من الأعاصير وكذلك التحركات الموسمية (أضافت صناعة التجزئة 43,400 وظيفة الشهر الماضي بعد انخفاض قدره 29,200 وظيفة في نوفمبر) وربما كان لهما دور في المكاسب الأقوى من المتوقع.

قال روبرت فريك، كبير الاقتصاديين في Navy Federal Credit Union «جزء كبير من الرقم الرئيسي يعود إلى التعافي من الأعاصير، والنطاق في التوظيف لا يزال ضيقاً».

أظهر سوق العمل مرونة واستقراراً بعد التعافي من جائحة نادرة من نوعها والتعامل مع ضغوط ارتفاع الأسعار بسرعة وارتفاع أسعار الفائدة.

وظل معدل البطالة منخفضاً، وزادت مشاركة القوى العاملة (خاصة بين النساء والعمال في سن العمل الأساسي)، وزادت الإنتاجية، وتفوقت مكاسب الأجور على التضخم لمدة 19 شهراً.

وساعد سوق العمل القوي على تعزيز الإنفاق الاستهلاكي، ما أبقى الاقتصاد العام قوياً مع تراجع التضخم، وربما مهّد الطريق لتحقيق «هبوط ناعم» نادر لتحقيق استقرار الأسعار دون ركود.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي؟

– قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بنسبة نقطة مئوية كاملة في الأشهر الأخيرة، لكن من المتوقع أن تتباطأ وتيرة الخفض في عام 2025.

– بالنظر إلى مكاسب التوظيف يوم الجمعة، فإن خفضاً في يناير غير مرجح، وفقاً لما قالته ليندسي روسنر، رئيسة استثمار الدخل الثابت في Goldman Sachs Asset Management.

– كتبت روسنر «أنهى سوق العمل الأمريكي عام 2024 على أرضية قوية مع نمو قوي في التوظيف، وانخفاض في البطالة وضغوط أجور مستقرة».

ارتفعت الأجور بنسبة 3.9% على أساس سنوي في ديسمبر.. وعلى الرغم من أن مكاسب الأجور قد تراجعت في السنوات الأخيرة فإنها لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، عندما ارتفعت بنحو 3%.