تطور الذكاء الاصطناعي يكلف البيئة المزيد من الكهرباء، ما يزيد المخاوف بشأن البصمة البيئية للتكنولوجيا.
في عام 2023، شكلت مراكز البيانات ما يقرب من 1.4 بالمئة من استهلاك الكهرباء العالمي، وفقاً لدراسة أجرتها شركة ديلويت الاستشارية.
ولكن مع الاستثمارات الضخمة المخطط لها في الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يصل الرقم إلى ثلاثة في المئة بحلول عام 2030 أي ما يعادل ألف تيراواط من الكهرباء في الساعة، وهذا يضاهي الاستهلاك السنوي المشترك لفرنسا وألمانيا.
روبوتات الدردشة تستهلك الكثير
يستهلك كل سؤال أو طلب يُقدم إلى روبوت الدردشة الخاص بشركة «أوبن إيه آي» نحو 2.9 واط في الساعة من الكهرباء، وهذا أكثر بعشر مرات من الرقم المكافئ لبحث غوغل، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
ووفقاً شركة «أوبن إيه آي»، لدى «تشات جي بي تي» الآن 300 مليون مستخدم أسبوعياً يقومون بإجمالي مليار طلب كل يوم.
وبعيداً عن «تشات جي بي تي»، الذي قاد ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي في الوعي العام في عام 2022، هناك الآلاف من روبوتات الدردشة.
أعداد مستخدمي الذكاء الاصطناعي في تزايد
في استطلاع أجرته مؤسسة إيفوب الفرنسية لاستطلاعات الرأي، وجد أن 70 بالمئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في البلاد قالوا إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي.
وفي أميركا، وجد استطلاع أجرته مورنينج كونسلت أن 65 بالمئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع اقتراب العدد من النصف بالنسبة لعامة السكان.
وبالطبع، لن يعمل الذكاء الاصطناعي بدون مراكز البيانات التي تستضيف احتياطيات هائلة من المعلومات وقوة الحوسبة، ما يعني استهلاكاً أكبر للكهرباء.
العرض لن يكفي الطلب
قالت شركة الاستشارات الأميركية جارتنر إن الطلب الهائل على الطاقة يعني أن ما يصل إلى 40 في المئة من مراكز البيانات المبنية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تواجه نقصاً في الكهرباء بحلول عام 2027.
الذكاء الاصطناعي يستهلك الكثير من المياه
إلى جانب الطاقة، يستهلك الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً الماء، وخاصة لتبريد أجهزة الحاسوب، ومن المتوقع أن يبلغ طلب الذكاء الاصطناعي المتزايد على المياه ما بين 4.2 مليار و 6.6 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، وهذا يعادل أربعة إلى ستة أضعاف الاستهلاك السنوي للمياه في الدنمارك.
احتباس حراري في الطريق
قدر باحثون في جامعة ماساتشوستس أمهرست في عام 2019 أن تدريب أحد نماذج اللغة الكبيرة التي تعمل على تشغيل برامج الدردشة يولد نحو 300 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري العالمي، وهذا يضاهي عوادم نحو 125 رحلة ذهاب وعودة بين نيويورك وبكين.
بعد عامين، قدر باحثو جامعة أكسفورد الانبعاثات عند 224 طناً لجلسة تدريب واحدة لنموذج «تشات جي بي تي 3» من «أوبن إيه آي».
نفايات كبيرة متوقعة بمرور الأعوام
وفقاً لدراسة من مجلة «علوم الحوسبة الطبيعية»، ظهر نحو 2600 طن من النفايات الإلكترونية مثل بطاقات الرسومات والخوادم وشرائح الذاكرة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية في عام 2023.
وتوقع الباحثون ارتفاعه إلى 2.5 مليون طن بحلول عام 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية ولم يحد من النفايات، وهذا يعادل نحو 13.3 مليار من نفايات الهواتف الذكية.
ومثل العديد من أجهزة الكمبيوتر، تتطلب معدات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك الرقائق معادن نادرة للتصنيع، وقد ينطوي استخراج مثل هذه المعادن، في كثير من الأحيان في إفريقيا، على عمليات ملوثة بشدة.