شهدت أسعار النفط تبايناً ملحوظاً عند التسوية، اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل تطورات فرض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى استئناف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة «الضغط الأقصى» على طهران بهدف تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وفقاً لمسؤول أميركي.
وفي هذا السياق، وقع ترامب مذكرة رئاسية قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأمر وزير الخزانة الأميركي بفرض «أقصى ضغط اقتصادي» على إيران، بما في ذلك فرض العقوبات وآليات تنفيذها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وعند التسوية، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 46 سنتاً، أي بنسبة 0.63%، ليصل إلى 72.70 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتاً، أي بنسبة 0.32%، ليصل سعر البرميل إلى 76.20 دولار.
وتعرضت أسعار النفط لضغوط في وقت مبكر من التعاملات مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات الصينية، حيز التنفيذ، اليوم الثلاثاء، ما دفع بكين إلى الرد بفرض رسوم جمركية مقابلة.
وخلال الجلسة، هبط الخام الأميركي بأكثر من 3% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أواخر ديسمبر 2018، وكان ترامب قد دفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر تقريباً أثناء ولايته الأولى بعد إعادة فرض العقوبات، ومع تولي الرئيس السابق جو بايدن السلطة، ارتفعت الصادرات الإيرانية حيث تمكنت إيران من التحايل على العقوبات.
وتنتج إيران، ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، نحو 3.3 مليون برميل من النفط يومياً، أي نحو 3% من الإنتاج العالمي، وقال فيل فلين، المحلل في «برايس فيوتشرز جروب»: «السبب وراء انخفاض أسعار النفط قرب الحد الأدنى لنطاق التداول هو رد الفعل الصيني، ثم ارتفع النفط بعد ذلك بسبب استمرار (الضغط الأقصى) على إيران».
تطورات الرسوم الجمركية
يترقب المتعاملون تطورات محاولات ترتيب مكالمة بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، ولكن ترامب صرّح، اليوم الثلاثاء، بأنه ليس في عجلة من أمره للتحدث مع نظيره الصيني، مضيفاً «لا بأس» عند سؤاله عن قرار الصين فرض رسوم جمركية مقابلة على الواردات الأميركية.
وفي وقت سابق، قال مستشار ترامب للتجارة، بيتر نافارو، إن الزعيمين سيتحدثان، ما دفع المستثمرين إلى التوقع بفرصة حصول الصين على استثناء مؤقت، كما حدث مع المكسيك وكندا في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقال جون كيلدوف، الشريك في «أجين كابيتال» في نيويورك: «انخفضت أسعار النفط بسبب الرد الصيني، وأعتقد أن المكالمة المتوقعة بين ترامب وشي هي التي أعادتنا إلى الارتفاع».
وكان ترامب قد علّق يوم الاثنين الماضي فرض رسوم جمركية مرتفعة على المكسيك وكندا لمدة 30 يوماً في مقابل إجراءات متعلقة بالحدود وإنفاذ القانون ضد الجريمة.
وفي الوقت ذاته، قد تؤدي التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف الطلب على النفط، ما يزيد من الضغوط على الأسعار.
وأشار كلفن وونغ، كبير محللي السوق لدى «أواندا»، إلى أن الرد الصيني قد لا يقتصر فقط على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على النفط الخام من الولايات المتحدة، بل قد يشمل أيضاً محاولة متعمدة لخفض قيمة اليوان إذا ردت الولايات المتحدة بمزيد من التعريفات الجمركية على صادرات الصين إليها.
وتظهر البيانات الجمركية أن واردات الصين من النفط الخام الأميركي في عام 2024 شكلت 1.7% من إجمالي واردات الصين من النفط.
ويتطلع المستثمرون إلى بيانات مخزونات النفط الأميركية من معهد البترول الأميركي في وقت لاحق هذا الأسبوع.