الصين تتفوق على أميركا وأوروبا في الصناعات منخفضة الكربون

تقرير: الصين تتفوق على أميركا وأوروبا في الصناعات منخفضة الكربون- (شترستوك)
تقرير: الصين تتفوق على أميركا وأوروبا في الصناعات منخفضة الكربون
تقرير: الصين تتفوق على أميركا وأوروبا في الصناعات منخفضة الكربون- (شترستوك)

مع تسارع الانتقال إلى الطاقة النظيفة تقف الصين في وضع أفضل في المنافسة على تقديم منتجات أفضل وأرخص منخفضة الكربون وتدعم الطاقة الجديدة مقارنة بأميركا وأوروبا.

ويقول تقرير لمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة إن الصين في أفضل وضع للتنقل والاستفادة من هذه المسارات الجديدة للاعتماد على الطاقة الجديدة وتقديم منتجات منخفضة الكربون.

ويشير إلى أنه من المستبعد أن تتمكن الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي من التنافس مع الصين على المدى القريب، إذ لا يمكنهما تقديم منتجات أفضل أو أرخص فيما يتعلق ببطاريات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والمنتجات التي تتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وفي عام 2023 كان متوسط سعر السيارة الكهربائية الصينية التي تعمل بالبطارية أقل بنسبة 16 في المئة من السيارات الكهربائية المستوردة الأخرى، وبالمثل يقدر أن تصنيع الألواح الشمسية في الاتحاد الأوروبي أغلى بنسبة تتراوح بين 70 و105 في المئة منه في الصين، حسب ما تشير بيانات معهد أكسفورد.

ومن خلال أنواع مختلفة من السياسات والحوافز استطاعت الصين تكوين سلاسل التوريد للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات والمركبات الكهربائية، ما يؤدي إلى ضغط هوامش الربح وخفض التكاليف.

وتشير البيانات إلى أن 40 في المئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2023 كان بسبب الطاقة النظيفة.

ويقول التقرير إنه من شبه المؤكد أن الصين تنظر إلى صادرات التكنولوجيا منخفضة الكربون على أنها مفيدة في معالجة الركود الاقتصادي.

ومن المحتمل أن تؤدي الرياح الجيوسياسية المعاكسة والإجراءات التجارية إلى إبطاء وصول التقنيات الصينية منخفضة الكربون إلى أسواق أميركا وأوروبا لكنها لن تبطئ من نشر الصين المحلي لمصادر الطاقة المتجددة أو هيمنتها على التصنيع العالمي منخفض الكربون.

ولجأت الصين مؤخراً إلى نقل الإنتاج إلى خارج البلاد ويقول التقرير إن هذا الإجراء يهدف إلى التأمين ضد الرسوم الأميركية أو الأوروبية.

لماذا لا تنافس أميركا الصين؟

في محاولة لحماية الصناعة المحلية فرضت أميركا في سبتمبر أيلول 2024 تعريفات بنسبة 100 في المئة على السيارات الكهربائية الصينية و25 في المئة على البطاريات و50 في المئة على الألواح الشمسية.

وجاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليفرض رسوماً إضافية بنسبة 10 في المئة على المنتجات الصينية.

ويقول التقرير إنه سيكون من الصعب تحدي هيمنة الصين دون دعم سياسي قوي وثابت للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

ويضيف أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت أي حرب تجارية تضر بقدرة الصين التنافسية في التقنيات منخفضة الكربون أو مجرد تحويل منتجاتها إلى أسواق أخرى.

ويمكن لأميركا أن تتشتت بسبب مضاعفة الرئيس دونالد ترامب لإنتاج الوقود الأحفوري خلال فترته، هو ما يجعلها معرضة لضرائب الكربون على المدى المتوسط ليضعها في وضع سيئ لقيادة الاقتصاد العالمي منخفض الكربون على المدى الطويل.

كما أن ترامب يسحب بعض الدعم الفيدرالي من تطوير ونشر التكنولوجيا منخفضة الكربون سيؤدي، وهو ما سيؤدي إلى إبطاء نشر هذه التقنيات في أميركا، ومن ثم المخاطرة بالقدرة التنافسية على المدى الطويل.

ويقول التقرير إن الأجور المرتفعة ونقص الدعم الفيدرالي سيجعل من المستحيل تقريباً على الولايات المتحدة التنافس مع الصين للسيطرة على تصنيع التكنولوجيا منخفضة الكربون.

أوروبا في وضع أضعف

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي يبدو في وضع أضعف لمنافسة الصين في تقديم حلول تتعلق بالطاقة النظيفة، إذ إنه يحتاج إلى نهج جديد.

وتسعى أوروبا حالياً لتوسيع نطاق التصنيع المحلي للتكنولوجيات منخفضة الكربون، لكن هذا سيكون له تكلفة، ومن غير المرجح أن تتمكن من التنافس مع الصين.

ويقول التقرير إنه على المدى القريب، لا تزال التكاليف المرتفعة في الطاقة ورأس المال والعمالة والتنظيم توفر رياحاً معاكسة أساسية لتصنيع التكنولوجيا منخفضة الكربون، وتشكو الشركات الأوروبية من أن السياسة الحالية إلزامية للغاية وتحد من الابتكار، لذا ستحتاج أوروبا إلى معالجة هذه العوامل، وإصلاح تسعير الطاقة لديها، للمنافسة بشكل فعال.

وبحسب معهد أكسفورد فإنه من خلال دعم السياسة طويلة الأجل للتحول للطاقة النظيفة يمكن للاتحاد الأوروبي تطوير صناعات تنافسية محلياً، لكن هذا سيكون له تكلفة ولن يكون كافياً بمفرده لتمكينه من التنافس عالمياً مع الصين.

ومن المرجح أن يظل الاتحاد الأوروبي غير تنافسي بشكل أساسي ما لم يبدأ في العمل بشكل أكثر تماسكاً كسوق طاقة واحد وإصلاح تسعير الطاقة.

وينصح التقرير أميركا وأوروبا بمزيد من التعاون لتحدي القدرة التنافسية للصين، لكنه في الوقت ذاته لا يرجح حدوث هذا التعاون.

وفي الوقت نفسه، تستحدث البلدان أيضاً سياسات حمائية، أدى تدفق التكنولوجيا النظيفة منخفضة التكلفة نسبياً إلى أوروبا إلى سلسلة من التحقيقات المناهضة للدعم في توربينات الرياح والمركبات الكهربائية الصينية، ما أدى إلى فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا تعويضية على السيارات الكهربائية الصينية، تتراوح بين 17 في المئة و35 في المئة.