العقوبات الأميركية على إيران تؤجج أسعار النفط

العقوبات الأميركية على إيران تؤجج أسعار النفط

توقع عدد من محللي الطاقة والنفط ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة، مع تزايد وتيرة فرض العقوبات الأميركية على النفط الإيراني.

وفرضت الولايات المتحدة أمس الاثنين عقوبات جديدة على أكثر من 30 من الوسطاء ومشغلي الناقلات وشركات الشحن لدورهم في بيع المنتجات النفطية الإيرانية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يريد خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويقول أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، في تصريحات لـ «CNN الاقتصادية»، إن أسعار النفط العالمية تلقت دعماً بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن سلسلة من العقوبات الجديدة ضد إيران، والتي تستهدف السفن وتجار النفط في الشرق الأوسط وهونغ كونغ.

وقال «وهذا يشير إلى أن أميركا تنوي متابعة استراتيجية الضغط الأقصى ضد إيران، ما يدفعنا للتوقع بارتفاع أسعار النفط في الربعين الثاني والثالث».

وأضاف راسموسن، أن العقوبات المفروضة على إيران تضيف مخاطر صعودية لأسعار النفط، إذ من المتوقع أن تسهم العقوبات في الحد من الصادرات النفط الإيرانية بما يتراوح ما بين 0.5 و1.0 مليون برميل يومياً، إذ تعتقد الولايات المتحدة أن العقوبات قد تؤدي إلى انهيار صادرات النفط الإيرانية تماماً.

ويرجح كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، أن تؤدي أسعار النفط المرتفعة إلى تقليص الطلب على النفط، «إذ من المتوقع ألّا تُضيف أوبك+ المزيد من النفط إذا تداولت أسعار برنت في أوائل السبعينيات، ما يخلق أرضية قوية أسفل النفط عند 70 دولاراً.. ومع ذلك، على الجانب الإيجابي، من المرجح أن تضيف أوبك+ المزيد من النفط، وسيميل العرض الأميركي إلى الارتفاع إذا تحركنا فوق 82 دولاراً».

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أطلقت في السادس من فبراير شباط أحدث هجوم بفرض عقوبات جديدة على كيانات قالت إنها ساعدت في شحن النفط الخام الإيراني إلى الصين، أكبر مستورد للنفط الخام الإيراني، حيث جاء ذلك بعد يومين من توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزارة الخزانة باستئناف حملة «الضغوط القصوى» التي بدأها في ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة لحرمان إيران ووكلائها من الوصول إلى عائدات النفط.

وأضاف راسموسن «يبدو أن الولايات المتحدة جادة في إضافة الضغط على إيران.. ولن يكون للعقوبات حتى الآن تأثير كبير على صادرات النفط الإيرانية».

وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء إذ زادت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتاً أو 0.2 بالمئة إلى 74.93 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً أو 23 بالمئة إلى 70.93 دولار للبرميل.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، إن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك المقرر أن تسري في الرابع من مارس آذار ستدخل حيز التنفيذ «في الموعد المحدد» على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولتان لمعالجة مخاوف ترامب بشأن أمن الحدود وتهريب الفنتانيل.

ويقول ديفيد جوربناز، المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، لـ«CNN الاقتصادية»، «عادةً ما تؤدي العقوبات الأميركية على إيران إلى حالة من عدم اليقين بشأن العرض، ما يؤدي إلى زيادات قصيرة الأجل في الأسعار، ومع ذلك، فإن تأثيرها الفعلي يعتمد على قوة التنفيذ، وقدرة إيران على تجاوز القيود (عبر الأساطيل الخفية والصين)، واستجابة أوبك+».

ويتوقع جوربناز، ارتفاع أسعار النفط بمقدار 5-10 دولارات للبرميل «إذا كان التنفيذ صارماً وانخفضت الصادرات الإيرانية بشكل كبير، قد يخفف المشترون البدلاء أو تعديلات العرض من أوبك+ من هذا التأثير».

وأضاف المتخصص في أسواق النفط، ومحلل أسواق النفط في ICI، أنه من غير المرجح أن تؤدي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وحدها إلى كبح الطلب العالمي على النفط بشكل كبير، والذي يتشكل بشكل أكبر من خلال النمو الاقتصادي واتجاهات الاستهلاك في الصين وسياسات التحول في مجال الطاقة، «ومع ذلك، إذا أدت العقوبات إلى ارتفاع الأسعار، فقد يؤدي هذا إلى إبطاء الطلب بشكل غير مباشر».

ويتوقع جوربنا أن تتقلب أسعار النفط في نطاق 70-90 دولاراً للبرميل، متأثرة بعوامل متعدد تتضمن ضعف الطلب، وزيادة العرض من خارج أوبك (الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا)، وإيجاد إيران حلولاً للالتفاف على العقوبات، وفرض العقوبات بشكل معتدل، ونمو الطلب المستقر، والمخاطر الجيوسياسية المستمرة، «إلا أنه من المتوقع صعود إلى 90 دولاراً أو أكثر حال فرض قيود صارمة على الصادرات الإيرانية، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واستمرار أوبك+ في خفض الإنتاج».

ويقول جورج ليون، النائب الأول للرئيس في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، إن معظم صادرات النفط الخام الإيرانية تذهب إلى الصين، «وبالتالي فإن تأثير أي عقوبات نفطية على إيران سيعتمد بالضرورة على التعاون الصيني».

وأضاف ليون، أن تفعيل العقوبات الأميركية سيسهم في خسارة إيران نحو 1.5 مليون برميل يومياً من صادراتها، «وهو ما شأنه أن يضيف ضغطاً على الأسعار نحو 10-15 دولاراً للبرميل».