تراجعت أسعار النفط، يوم الجمعة، متأثرة بتوترات سياسية واقتصادية، أبرزها الخلاف الحاد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، إلى جانب مخاوف الأسواق من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن، واستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق.
وأغلق خام برنت القياسي عند 73.18 دولار للبرميل، متراجعاً 86 سنتاً أو 1.16% مع انتهاء أجل عقده الأقرب استحقاقاً. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59 سنتاً، أو0.84%، ليصل إلى 69.76 دولار للبرميل عند التسوية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
مشادة البيت الأبيض وتأثيرها على الأسواق
قبل نهاية الجلسة، كان خام غرب تكساس الوسيط يحقق مكاسب، إلا أن الأسواق اهتزَّت عقب تصاعد حِدة التوتر بين ترامب وزيلينسكي خلال نقاش بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في الحرب الروسية الأوكرانية، وخلال الاجتماع، هدَّد ترامب بوقف الدعم لكييف؛ ما دفع زيلينسكي لمغادرة البيت الأبيض دون توقيع اتفاقية لتنمية الموارد المعدنية في أوكرانيا، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل إمدادات الطاقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
الرسوم الجمركية وتأثيرها على الطلب العالمي
عززت التوترات التجارية المخاوف في الأسواق، إذ أعلن ترامب أن الرسوم الجمركية الجديدة على السلع المكسيكية والكندية بنسبة 25% ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس، إضافةً إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وتخشى الأسواق أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع معدلات التضخم، ما قد ينعكس سلباً على الطلب على النفط.
استئناف صادرات كردستان وتأثيرها على إنتاج أوبك+
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة النفط العراقية أنها ستستأنف خلال الساعات المقبلة صادرات النفط من إقليم كردستان عبر شركة تسويق النفط سومو ومن خلال ميناء جيهان التركي، بكمية مبدئية تبلغ 185 ألف برميل يومياً، على أن يتم زيادتها تدريجياً.
ورغم ذلك، قالت ثماني شركات نفط دولية تعمل في كردستان إنها لن تستأنف التصدير حتى يتم التوصل إلى اتفاقات واضحة بشأن المدفوعات عن الصادرات السابقة والمستقبلية.
وأثار هذا الإعلان تساؤلات حول مدى التزام العراق بحصته الإنتاجية ضمن تحالف أوبك+، وقال هاري تشيلينجويريان، رئيس الأبحاث لدى أونيكس كابيتال: «استئناف الصادرات يضع العراق أمام تحدي الامتثال لالتزاماته في أوبك+، حيث تجاوز إنتاجه الحصة المقررة سابقاً».
وأضاف أنه إذا قرر تحالف أوبك+ تأجيل عودة 120 ألف برميل يومياً من التخفيضات الطوعية للإنتاج المقررة في أبريل، فإن الزيادة العراقية قد تتجاوز هذا السقف.
وفي سياق متصل، قالت ثمانية مصادر في أوبك+ إن المجموعة تدرس ما إذا كانت ستمضي قُدُماً في خطتها لزيادة الإنتاج في أبريل أو ستجمدها، وسط ضبابية المشهد في سوق الإمدادات العالمية.