اعتماد قواعد تاريخية لضمان مصداقية سوق الكربون العالمي في ظل اتفاق باريس

اعتماد قواعد تاريخية لضمان مصداقية سوق الكربون العالمي في ظل اتفاق باريس (شترستوك)
اعتماد قواعد تاريخية لضمان مصداقية سوق الكربون العالمي في ظل اتفاق باريس
اعتماد قواعد تاريخية لضمان مصداقية سوق الكربون العالمي في ظل اتفاق باريس (شترستوك)

في خطوة توصف بأنها تحول مفصلي في مسار مواجهة تغير المناخ، اعتمدت هيئة الأمم المتحدة المشرفة على سوق الكربون العالمي مجموعة من القواعد والمعايير الجديدة لضمان مصداقية المشاريع المناخية وتقليل خطر «الاعتمادات الزائفة».

هذه القواعد، التي تم إقرارها ضمن آلية إصدار الاعتمادات بموجب اتفاق باريس، تهدف إلى تعزيز الشفافية والعدالة، ودفع الدول والمطورين نحو تنفيذ مشاريع حقيقية وفعالة في خفض الانبعاثات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

اعتمدت الهيئة الرقابية لآلية إصدار الاعتمادات بموجب اتفاق باريس (PACM) معيارين رئيسيين لضبط جودة وموثوقية أرصدة الكربون:

معيار خط الأساس

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

يحدد الانبعاثات التي كانت ستحدث لولا تنفيذ المشروع، ولضمان المصداقية يجب أن يكون خط الأساس أقل بـ10% على الأقل من الانبعاثات المعتادة (business-as-usual)، مع تقليص تدريجي بنسبة لا تقل عن 1% سنوياً، ويُعد هذا التعديل خطوة تاريخية تهدف إلى منع المبالغة في الاعتمادات وتعزيز التوافق مع أهداف الحياد الكربوني.

معيار التسرب

يضمن احتساب أي زيادات غير مقصودة في الانبعاثات نتيجة المشروع في مناطق أخرى، كما يشترط دمج أنشطة REDD+ في الاستراتيجية الوطنية للدولة المضيفة، ما يعزز التكامل مع السياسات المناخية الوطنية.

قرارات داعمة

اتخذت الهيئة أيضاً قرارات تكميلية مهمة، أبرزها: إطلاق مشاورات حول تقاسم فوائد المشاريع بشكل عادل مع الدول المضيفة، وتعزيز برامج بناء القدرات للدول النامية، وتحديث معايير المشاريع السابقة مثل أنشطة مواقد الطهي لتتماشى مع أحدث البيانات.

وبهذه المناسبة، قال مارتن هيشن، رئيس الهيئة الرقابية: «اعتمدنا قراراً غير مسبوق يضمن خفضاً تدريجياً لمستويات الاعتماد بما يتماشى مع مسار الحياد المناخي».

من جهتها، أكدت ماريا الجشي، نائبة الرئيس، أهمية هذه الخطوة في إعطاء المطورين وضوحاً كافياً لتصميم مشاريعهم في ظل آلية باريس.

رغم هذا التقدم، تتوقع الهيئة وجود فجوة تمويل مؤقتة بسبب قلة المشاريع التي ستنتقل من آلية التنمية النظيفة (CDM)، وستبدأ أولى المنهجيات الجديدة في الظهور عام 2026.

كما تعمل الهيئة على تطوير أدوات إضافية، وإصدار إرشادات جديدة، وتفعيل سجل رقمي خاص بسوق الكربون.

وتُعرف آلية إصدار الاعتمادات بموجب اتفاق باريس أيضاً باسم المادة 6.4، وهي جزء من آليات التعاون المناخي بين الدول، تهدف إلى تقليل تكاليف خفض الانبعاثات، وتحفيز التمويل المناخي، وتمكين الدول من تنفيذ خططها المناخية بكفاءة.

ما المقصود بـ REDD+؟

هي آلية دولية أطلقتها الأمم المتحدة لدعم الدول النامية في الحفاظ على غاباتها، مقابل حوافز مالية، وذلك من خلال: خفض إزالة الغابات وتدهورها، الحفاظ على مخزونات الكربون في الغابات، إدارة الغابات بشكل مستدام، وزيادة مخزونات الكربون عبر إعادة التحريج والتشجير.

لماذا REDD+ مهمة؟

الغابات تمتص الكربون من الجو، لذا الحفاظ عليها يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وأنشطة REDD+ تُمكّن الدول من الحصول على أرصدة كربونية قابلة للتداول، مما يشجعها على الاستثمار في حماية الغابات بدلًا من استغلالها تجاريًا أو زراعيًا.

من يستفيد من REDD+؟

أهم المستفيدين من هذه الآلية هم، الدول النامية ذات الغابات الكثيفة، المجتمعات المحلية التي تعيش من موارد الغابات، المستثمرون في سوق الكربون، والمجتمع الدولي في سعيه للحد من تغيّر المناخ.

ما دلالة الـ + في (REDD+ )

الرمز «+» في REDD+ يعني أن البرنامج لا يقتصر فقط على حماية الغابات من القطع والتدهور، بل يشمل أيضاً دعم الغابات وتنميتها وزيادة قدرتها على امتصاص الكربون.