خلاف صيني أوروبي يؤجل بياناً مشتركاً بشأن المناخ قبل قمة مرتقبة

الاتحاد الأوروبي يشترط على الصين التزاماً أقوى بخفض الانبعاثات (شترستوك)
الاتحاد الأوروبي والصين
الاتحاد الأوروبي يشترط على الصين التزاماً أقوى بخفض الانبعاثات (شترستوك)

يتردد الاتحاد الأوروبي في توقيع إعلان مشترك مع الصين بشأن العمل المناخي خلال قمة القادة المرتقبة هذا الشهر، وسط تصاعد التوترات بين الجانبين بشأن قضايا التجارة وحرب روسيا على أوكرانيا، بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز.

وقال مسؤولون أوروبيون إن بكين طلبت مراراً إعلاناً حول الالتزام المناخي المشترك عقب القمة المقررة في منتصف يوليو تموز بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جين بينغ، احتفالاً بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بروكسل تشترط خطوات ملموسة من بكين

رفضت بروكسل إصدار بيان مشترك ما لم تقدم الصين التزامات أقوى لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وقال مفوض المناخ الأوروبي فوبكه هوكسترا لصحيفة فاينانشال تايمز، «أفهم الرغبة الصينية، لكنها ليست كافية ما لم تتضمن مضامين حقيقية وطموحاً واضحاً».

وأضاف «الإعلان لا يحمل قيمة لدينا ما لم يتضمن قضايا جوهرية يجب حلها».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

بيان مشترك يحمل صدى اتفاق سابق بين واشنطن وبكين

البيان المحتمل بين الاتحاد الأوروبي والصين يعيد إلى الأذهان «بيان ساني لاندز» الذي صدر عن الولايات المتحدة والصين قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي عام 2023.

ومنذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاق باريس، ازداد الضغط على الصين والاتحاد الأوروبي لتعزيز تعهداتهما المناخية.

تعهدات 2035 تلوح في الأفق قبل COP30

يتعين على كل من الاتحاد الأوروبي والصين تقديم أهداف مرحلية لعام 2035 إلى الأمم المتحدة، قبيل قمة المناخ COP30 في البرازيل في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

ورغم تقدم الصين في تطوير الطاقة المتجددة والنقل النظيف، لا تزال مسؤولة عن نحو ثلث الانبعاثات العالمية بسبب اعتمادها على الفحم كمصدر رئيسي للطاقة.

قال هوكسترا «نحن بحاجة لأن تبذل دول مثل الصين جهوداً إضافية».

في المقابل، ذكرت بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي أنها لا تملك «معلومات مباشرة» عن جدول مناقشات المناخ المرتقبة، فيما لم تصدر وزارة البيئة الصينية أي تعليق رسمي.

خطة أوروبية طموحة تواجه انتقادات داخلية

الأسبوع الماضي، اقترح الاتحاد الأوروبي خفض الانبعاثات بنسبة 90 في المئة بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 1990.

لكن القرار تعرض لانتقادات من نشطاء المناخ بسبب بند يسمح بشراء أرصدة كربونية خارجية تغطي 3 في المئة من الانبعاثات بدءاً من 2036.

وتتعرض بروكسل لضغوط متزايدة من صناعات كبرى ودول داخل الاتحاد لتهدئة وتيرة الأجندة البيئية، خصوصاً في ظل التوتر التجاري مع الولايات المتحدة ومحاولات إدارة ترامب لتقليل القيود البيئية الأوروبية.

مخاوف من تراجع الدور الأوروبي عالمياً

تعد أوروبا أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة بسبب قربها من القطب الشمالي، وقد عانت هذا الصيف من درجات حرارة قياسية.

كما تشهد الصين بدورها طقساً متطرفاً يشمل فيضانات وجفافاً متكرراً.

تحذيرات من فقدان الشراكة الصينية لصالح دول أقل التزاماً

قالت مانون دوفور، المديرة التنفيذية لمركز «E3G»، إن الفشل في التواصل الفعال مع الصين قد يدفعها لتعزيز تعاونها المناخي مع دول لا تضع المناخ ضمن أولوياتها، ما قد يضر بالطموح المناخي العالمي.

واقترحت دوفور أن يشمل البيان المرتقب مجالات مثل إصلاح النظام المالي العالمي وتوحيد معايير التكنولوجيا الخضراء.

قالت ليندا كاشلر، المديرة التنفيذية لمركز «رؤى استراتيجية» والمستشارة السابقة لدى الأمم المتحدة، إن نجاح قمة COP30 يعتمد على جودة الأهداف المقدمة من الاتحاد الأوروبي والصين.

وأضافت «نحن بحاجة إلى سباق نحو القمة، لا إلى القاع، من حيث الطموح».