مع نهاية عام 2024 وبداية عام 2025 تبدل المشهد تماماً في عالم السيارات الكهربائية، فبعدما كانت شركة تسلا هي رمز هذا القطاع والملك المتوج على عرشه جاءت شركة بي واي دي الصينية لتتفوق على نظيرتها الأميركية في عقر دارها وتزيحها عن عرشها وتصبح الشركة الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية في العالم. وقال الدكتور في التكنولوجيا المالية، الخبير في الذكاء الاصطناعي من جامعة السوربون في باريس، نديم الفحيلي «بحلول منتصف 2025 أظهرت الأرقام أن بي واي دي تسير بثبات نحو إنهاء العام كأكبر بائع للسيارات الكهربائية الخالصة عالمياً بحصة تُقدَّر بـ15.7 في المئة، مقابل تراجع متوقَّع لتسلا إلى نحو 13 في المئة من السوق».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كيف تفوقت بي واي دي على تسلا؟
وأضاف الفحيلي «بي واي دي مدعومةً بشبكة إنتاج متكاملة رأسياً وبطاريات Blade منخفضة التكلفة، في حين تواجه تسلا ضغطاً على هوامشها بسبب حرب الأسعار وتعثّر إطلاق الطراز الاقتصادي وتأخر إنتاج خلايا بطارياتها الكهربائية على نطاق واسع».
وفي السياق ذاته قال المحلل الاقتصادي دانيال البنا «رأينا في الفترة الأخيرة كيف تتطور بي واي دي ويزيد انتشارها، بينما تسلا لديها مشكلات داخلية ومشكلات في سلاسل الإمداد بالإضافة لمشكلات إيلون ماسك».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف البنا «بي واي دي تكبر وتنمو وتتوسع في أوروبا وأميركا الجنوبية ما يعزز مكانتها في السوق».
من جانبه أوضح كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، ميشيل صليبي أن «تفوق بي واي دي على تسلا في المبيعات يعود لعدة استراتيجيات منها توسع بي واي دي السريع بالأسواق الناشئة وكيف نجحت في تقديم سيارات كهربائية وسيارات هجينة بأسعار تنافسية، وأعتقد أن هذه هي الميزة التنافسية لها.. الأسعار التنافسية التي تستهدف شريحة واسعة من المستهلكين وليس فقط شريحة نخبوية من الأسواق».
وقال الفحيلي إن «الهيمنة على السوق الصينية تدعم بي واي دي، وتشكل الصين أكثر من نصف مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً، وفي مايو 2025 هبطت حصة تسلا هناك إلى 6.36 في المئة بينما واصلت بي واي دي الصدارة بأكثر من ربع السوق».
مميزات دعمت بي واي دي
وعدد الفحيلي مميزات بي واي دي التكنولوجية التي ساعدتها في التفوق على تسلا قائلاً «لدى بي واي دي تكامل رأسي عبر وحدتها FinDreams التي تصنِّع الخلايا والإلكترونيات والمحركات ما قلَّص التكاليف وأبقى هامش ربح السيارات لعام 2024 عند 22.3% رغم خفض الأسعار».
وأضاف الخبير في الذكاء الاصطناعي لدى بي واي دي «منصة Xuanji المدعومة بنموذج ذكاء اصطناعي كبير متعدّد الوسائط، تعمل كشبكة عصبية موحّدة تربط أنظمة القيادة، الهيكل، البطارية والقمرة في زمن استجابة دون الملي ثانية».
وتابع الفحيلي «كما لدى بي واي دي نظام القيادة الذاتية NOA ونظام الركن الآلي AVP، وستفعّل القيادة الذاتية على الطرق السريعة والمدينة لكل الطرازات في 2025، ويوفر نظام الركن الآلي إنزال السائق ثم العثور على موقف والركن ذاتياً بدقّة 2 سم وبنسبة نجاح 99 في المئة».
وأوضح الفحيلي «لدى بي واي دي أسطول يفوق 4.4 مليون مركبة مزوَّدة بأنظمة ADAS L2 تجمع بيانات الطرق في الزمن الحقيقي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين خوارزمياتها بسرعة».
خسارة لقب الشركة الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية
وقال فحيلي «فقدان الريادة الرمزية أضعف سرديّة النمو السريع المستدام التي بُني عليها تقييم تسلا، وسجّل السهم هبوطاً 29 في المئة منذ مطلع 2025».
وقال المحلل الاقتصادي دانيال البنا إن «سهم تسلا سيتأثر بخسارة لقب الأكثر مبيعاً للسيارات الكهربائية» مشيراً إلى أن «الحرب السياسية لإيلون ماسك تضيف ضغوط على السهم على المدى البعيد».
وشدد البنا على ضرورة أن «تطلق تسلا طرازات جديدة وبأسعار أقل حتى يتسنى لها منافسة بي واي دي»، موضحاً أن «تسلا لديها سمعة جيدة لكن الحرب السياسية أزعجت الكثير من المستثمرين وجعلتهم يعيدون تقييم الاستثمار بالشركة».
وأوضح البنا أن «الحصة السوقية لتسلا مرجحة للتراجع وخاصة في آسيا بسبب مشكلاتها الداخلية ومشكلات سلاسل الإمداد التي تواجهها».
وقال كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro، ميشيل صليبي إن «التنافسية العالمية وعدم إطلاق أي طرازات جديدة منذ سنوات طويلة قد أضرا بشركة تسلا».
وأضاف صليبي أن «اهتمام إيلون ماسك بأمور أخرى مثل السياسة ومنصة إكس وشركاته الأخرى والشد والجذب بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب أدت لتراجع ثقة المستثمرين بشركة تسلا».
وتابع صليبي «السوق والمستثمرون يتعاملون مع شركة تسلا على أنها شركة تكنولوجيا وليست شركة سيارات فقط، خاصة في ظل طموحات الشركة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والقيادة الذاتية ما يعزز قيمتها السوقية مقارنة بشركة بي واي دي».
السباق بين بي واي دي وتسلا في 2025
ويرى صليبي أنه «رغم الإنجازات التي تحققها بي واي دي فإنه من المبكر القول إنها حسمت السباق»، مشيراً إلى أن «سوق السيارات الكهربائية العالمي ما زالت في طور التوسع، وأن عام 2025 سيكون عاماً انتقالياً تحدِّث فيه تسلا طرازاتها خاصة سايبرترك، فيما تستمر بي واي دي في توسعها العالمي».
وقال البنا «السباق سيكون متقارباً بين الشركتين على المدى القريب، وخلال هذا العام 2025 الأمر سيتوقف على مدى استمرار بي واي دي في التطور ومدى استمرار المغامرات السياسية لإيلون ماسك».
وأضاف البنا أن «إذا استمرت تسلا في مشكلاتها الداخلية واستمر ماسك في تدخلاته المثيرة سياسياً، فإن هذين الأمرين سيؤديان لخسارتها المزيد من حصتها السوقية لصالح نظيرتها الصينية».
وقال الفحيلي «لم تُحسَم المعركة بعد، إلا أن بي واي دي تتمتع بزخم قوي بفضل نموذجها التشغيلي منخفض التكلفة وتنوّع طرازاتها، وعلى تسلا أن تُبرهن سريعاً على جدوى نظامها للقيادة الذاتية وتُسرِّع طرح سيارة بأقل من 25 ألف دولار إذا أرادت استعادة الصدارة».
وأكد أن «المستثمرين والمستهلكين سيكافئون الشركة القادرة على تحويل الابتكار التقني إلى قيمة ملموسة وبسعر في متناول الشرائح الواسعة».