توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال عام 2023 بنحو مليوني برميل إلى 101.9 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بانتعاش الطلب من الصين بعد إعادة فتح اقتصادها وتعافيه من تداعيات جائحة كورونا.
وأوضحت وكالة الطاقة في تقريرها الشهري الصادر يوم الأربعاء أن تلك التوقعات الإيجابية جاءت بعد انكماش طفيف في الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من عام 2022.
وتُشير التوقعات إلى استمرار نمو شهية دول العالم للنفط الخام، رغم جهود الحكومات العالمية والغربية بشكل خاص لدعم التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.
ومع نمو الطلب المتوقع، فإن تصاعد التوترات الجيوسياسية ومواصلة روسيا حربها في أوكرانيا، ينذر باستمرار نقص الإمدادات في أسواق النفط خلال الأشهر المقبلة.
الصين تهيمن على توقعات النمو
بعد ثلاث سنوات من العزلة وقيود الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا، أعلنت الصين تخفيف قيود السفر، وبدأت في فتح حدودها أمام المسافرين، الأمر الذي عزز التفاؤل بشأن تعافي الطلب من قبل أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
وتوقعت الوكالة في تقريرها زيادة طلب الصين على الخام بواقع 900 ألف برميل يومياً، من بين إجمالي الطلب من منطقة آسيا والمحيط الهادئ المتوقع ارتفاعه بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً هذا العام.
كما قالت الوكالة إن إعادة فتح الحدود الصينية سيعزز الحركة الجوية، ما يدفع الطلب على وقود الطائرات (الكيروسين) إلى 7.2 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 1.1 مليون برميل يومياً أو 90 في المئة، مقارنةً بمستويات 2019.
تجدد المخاوف بشأن إمدادات النفط
أشارت الوكالة إلى استقرار إمدادات النفط العالمية إلى حد كبير في يناير كانون الثاني عند نحو 100.8 مليون برميل يومياً، بعد انخفاض حاد بواقع 1.2 مليون برميل يومياً في نهاية عام 2022 قادته الولايات المتحدة والسعودية.
وارتفعت صادرات النفط الروسية إلى 8.2 مليون برميل يومياً في يناير كانون الثاني قبل تطبيق مجموعة الدول السبع لسقف الأسعار الذي فرضته على الخام الروسي.
ولكن خلال عام 2023، ترى الوكالة احتمالية انخفاض إمدادات النفط من قبل أعضاء منظمة «أوبك» وحلفائها، ومن بينهم روسيا، بضغط من العقوبات الغربية التي تواجهها موسكو.
ومع ذلك، توقعت الوكالة نمو إنتاج النفط العالمي بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بزيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في مجموعة «أوبك+».