ارتفع إنتاج «أوبك» من النفط في فبراير شباط، مدعوماً بتعافي الإمدادات النفطية في نيجيريا، على الرغم من التزام كبار منتجي النفط باتفاق تحالف «أوبك بلس» الأوسع نطاقاً على خفض الإنتاج لدعم السوق.
وأظهر مسح لـ«رويترز» يوم الثلاثاء أن منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ضخت 28.97 مليون برميل يومياً في الشهر الجاري بزيادة قدرها 150 ألف برميل يومياً على يناير كانون الثاني، إذ لا يزال الإنتاج منخفضاً بأكثر من 700 ألف برميل يومياً منذ سبتمبر أيلول.
نقص المعروض وزيادة الاستهلاك
مع تقليص روسيا إمداداتها وزيادة الصين استهلاكها، ستدخل سوق النفط في عجز، ما يدفع الأسعار للارتفاع فوق 90 دولاراً للبرميل بحلول النصف الثاني من 2023.
وتوقع مسح لـ«رويترز» -شمل 49 من الاقتصاديين والمحللين- أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 89.23 دولار للبرميل هذا العام، متراجعاً عن التوقعات البالغة 90.49 دولار في يناير كانون الثاني، لكنه لا يزال أعلى من المستويات الحالية عند نحو 83 دولاراً.
كان من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 83.94 دولار للبرميل في عام 2023، أي أقل من توقعات الشهر السابق البالغة 85.40 دولار.
قال بعض المحللين إن أسعار برنت تشهد ارتفاعاً فوق 90 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام، بعد أن بلغ متوسطها نحو 85 دولاراً في الربع الأول و88.60 دولار في الربع الثاني بسبب تباطؤ الطلب من المناطق الاستهلاكية الرئيسية مثل أوروبا والولايات المتحدة.
من المقرر أن تخفض روسيا إنتاجها خلال الشهر المقبل بمقدار 500 ألف برميل يومياً، ومواصلة خفض صادراتها النفطية من موانئها الغربية بما يصل إلى 25 في المئة، إذ تستنزف العقوبات الغربية المتصاعدة إيراداتها.
لذلك سيسعى ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم إلى إعادة توجيه شحناته من الخام، وكذلك المنتجات المكررة إلى دول مثل الصين والهند، التي لم تفرض عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وترى «وكالة الطاقة الدولية» أن الصين تمثل نحو نصف النمو البالغ مليوني برميل يومياً هذا العام في الطلب العالمي على النفط، وهو ما قد يتجاوز العرض بعد النصف الأول، ويدفع المنتجين إلى إعادة النظر في سياسات الإنتاج الخاصة بهم.
في حين توقع المحللون أن تلتزم «أوبك بلس»، ومن بينهم روسيا بسياسة الإنتاج في الوقت الحالي، إذ تشير المراهنات إلى سوق أكثر صرامةً، مع التركيز على الانتعاش إلى 100 دولار للبرميل.