أعلنت السعودية والإمارات ومنتجون آخرون من تحالف «أوبك+» عن تخفيضات مفاجئة في إنتاج النفط تتجاوز المليون برميل يومياً، في مسعى لتعزيز الأسعار وسط بواعث قلق من طلب ضعيف، وذلك على الرغم من التحفظات الأميركية على أي تقليص للمعروض النفطي.
فقد أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الأحد، عن «خفض طوعي» للإنتاج يبلغ 500 ألف برميل يومياً، في حين قالت الإمارات إنها ستقلّص الإنتاج 144 ألف برميل يومياً من مايو أيار المقبل وحتى نهاية 2023.
تأتي تلك التخفيضات بالتنسيق مع دول من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجين من خارجها بقيادة روسيا، في إطار ما يُعرف بمجموعة «أوبك+»، في خطوة وصفتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها «غير محبذة».
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي «لا نعتقد أن التخفيضات محبذة في الوقت الحالي؛ نظراً لعدم التيقن بالسوق، وقد أوضحنا ذلك».
وأضاف «تركيزنا منصبٌّ على الأسعار للمستهلكين الأميركيين، لا البراميل، والأسعار تراجعت كثيراً منذ العام الماضي، أكثر من 1.50 دولار للجالون عن ذروتها العام الماضي».
«سنواصل العمل مع جميع المنتجين والمستهلكين لضمان دعم أسواق الطاقة للنمو الاقتصادي وأسعار أقل للمستهلكين الأميركيين».
وقررت موسكو تمديد خفضها الإنتاجي القائم بمقدار 500 ألف برميل يومياً لنهاية العام، حسب ما قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، كانت روسيا أعلنت خفض الإنتاج في مارس آذار وسط خطوات اتخذتها الدول الغربية لفرض سقف سعري على صادراتها من الخام المنقولة بحراً.
تعقد «أوبك+» اجتماعاً عن بُعد، يوم الاثنين، وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تبقي المجموعة على تخفيضاتها القائمة بالفعل بمقدار مليونَي برميل يومياً حتى نهاية 2023.
كانت أسعار النفط تراجعت الشهر الماضي صوب 70 دولاراً للبرميل، أدنى مستوياتها في 15 شهراً، بفعل المخاوف من أن أزمة مصرفية عالمية قد تنال من الطلب، لكن تحرك «أوبك+» بخفض الإنتاج لم يكن متوقعاً بعد أن انتعشت الأسعار صوب مستوى 80 دولاراً للبرميل.
ويقول محللون، بحسب رويترز، إن التخفيضات الأحدث قد ترفع الأسعار بما يصل إلى عشرة دولارات للبرميل، وتوقعوا قفزة فورية للأسعار فور استئناف التداولات يوم الاثنين.
تعهدات الخفض الأحدث تصل إلى 1.16 مليون برميل يومياً، ليبلغ إجمالي تخفيضات «أوبك» وروسيا والمنتجين الآخرين المتحالفين معهم إلى 3.66 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل 3.7 في المئة من الطلب العالمي.
من جانبها، وصفت وزارة الطاقة السعودية الخفض الطوعي بالإجراء الاحترازي الرامي إلى دعم استقرار سوق النفط.
كانت «أوبك+» اتفقت في أكتوبر تشرين الأول على خفض الإنتاج مليونَي برميل يومياً من نوفمبر تشرين الثاني إلى نهاية العام، في خطوة أثارت استياء واشنطن، إذ يفضي شح المعروض إلى رفع أسعار الخام.
وتقول الولايات المتحدة إن العالم بحاجة إلى أسعار أقل لدعم النمو الاقتصادي وحرمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أموال إضافية قد يستخدمها في تمويل الحرب في أوكرانيا.
وإلى جانب السعودية والإمارات، قالت الكويت إنها ستخفض الإنتاج 128 ألف برميل يومياً، في حين أعلنت سلطنة عمان عن خفض قدره 40 ألف برميل يومياً، والجزائر 48 ألف برميل يومياً، وكازاخستان 78 ألف برميل يومياً.