توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير اليوم، بناء على السياسات الحكومية الحالية واتجاهات السوق، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنسبة 6 في المئة بين عامي 2022 و2028 ليصل إلى 105.7 مليون برميل يومياً، مدعوماً بالطلب القوي من قطاعي البتروكيماويات والطيران.
وتوقعت الوكالة على المدى المتوسط أن ينخفض استخدام النفط في النقل بعد عام 2026، لكن من المتوقع أن يكون الاستهلاك الإجمالي مدعوماً بالطلب القوي على البتروكيماويات.
وذكر التقرير أن من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط إلى حد التوقف تقريباً في السنوات المقبلة بحسب التقرير، مع ارتفاع الأسعار والمخاوف المتعلقة بأمن الإمدادات التي أبرزتها أزمة الطاقة العالمية، لينخفض من 2.4 مليون برميل يومياً هذا العام إلى 400 ألف برميل يومياً في عام 2028.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أيضاً إن إمدادات النفط العالمية انخفضت بمقدار 660 ألف برميل يومياً إلى 100.6 مليون برميل يومياً في مايو بعد تخفيضات إضافية من قبل بعض منتجي أوبك+.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان نشرته الوكالة، «إن التحول إلى اقتصاد الطاقة النظيفة يتسارع بسرعة، مع ذروة الطلب العالمي على النفط في الأفق قبل نهاية هذا العقد مع تقدم السيارات الكهربائية وكفاءة الطاقة وغيرها من التقنيات».
وأضاف «يحتاج منتجو النفط إلى إيلاء اهتمام دقيق لوتيرة التغيير المتراكمة ومعايرة قراراتهم الاستثمارية لضمان انتقال منظم».
أسواق النفط قد تضيق.. فما دور الصين وأوبك+؟
لا تزال أسواق النفط العالمية تعيد المعايرة ببطء بعد ثلاث سنوات من الانقلابات بسبب جائحة كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا.
وبحسب الوكالة، من الممكن أن تضيق أسواق النفط العالمية بشكل كبير في الأشهر المقبلة، لأن تخفيضات الإنتاج من قبل تحالف أوبك+ تخفف من زيادة إمدادات النفط العالمية.
ومع ذلك، يبدو أن الضغوط متعددة الأوجه على الأسواق ستخف في السنوات التالية، وفقاً للتقرير الجديد.
وبحسب الوكالة، من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب في الصين بشكل ملحوظ بدءاً من عام 2024.
ومع ذلك، فإن الطلب المتزايد على البتروكيماويات والنمو القوي للاستهلاك في الاقتصادات الصاعدة والنامية سيعوّضان الانكماش في الاقتصادات المتقدمة.
وتتجه الاستثمارات العالمية في تنقيب وإنتاج واستخراج النفط والغاز إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015، حيث نمت بنسبة 11% على أساس سنوي لتصل إلى 528 مليار دولار أميركي في عام 2023، بحسب التقرير.
وتفترض توقعات التقرير أن منتجي النفط الرئيسيين سيحافظون على خططهم لبناء القدرات حتى مع تباطؤ نمو الطلب، وأنه من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الفائضة التي لا تقل عن 3.8 مليون برميل في اليوم، والتي تتركز في الشرق الأوسط.
العوامل الأساسية التي ستؤثر في السوق
ومع ذلك، يشير التقرير إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثّر في موازين السوق على المدى المتوسط، بما في ذلك الاتجاهات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة، واتجاه قرارات تحالف «أوبك بلس» للدول المصدرة للنفط وسياسة صناعة التكرير في الصين.
وتهيمن الدول المنتجة للنفط خارج تحالف «أوبك بلس» على خطط زيادة قدرة الإمداد العالمية على المدى المتوسط، مع ارتفاع متوقع قدره 5.1 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2028 بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا، بحسب الوكالة.
هذا، إلى جانب الانخفاض الحاد في صادرات المنتجات النفطية الصينية واضطراب التدفقات التجارية الروسية، أدّى إلى أرباح قياسية للقطاع العام الماضي.