تمسكت منظمة البلدان المصدرة للنفط « أوبك» بتوقعاتها لنمو قوي نسبياً للطلب العالمي على النفط في العامين المقبلين، ما يسلط الضوء على الفجوة التي تظهر بين توقعات المنظمة وتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وقدرت «أوبك» في تقرير شهر مارس آذار الصادر يوم الثلاثاء، ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.25 مليون برميل يومياً في عام 2024، وبواقع 1.85 مليون برميل يومياً في 2025، دون تغيير عن الشهر السابق.
كما رفعت المنظمة توقعاتها للنمو الاقتصادي للعام الجاري بواقع 0.1 نقطة مئوية، وقالت في التقرير إنه من المتوقع أن يمتد زخم النمو الاقتصادي المشهود في نهاية عام 2023 إلى النصف الأول من عام 2024.
وكشف تقرير «أوبك» أيضاً ارتفاع إنتاج النفط لأعضاء المنظمة بمقدار 203 آلاف برميل يومياً في فبراير بقيادة نيجيريا وليبيا، على الرغم من الجولة الجديدة من تخفيضات الإنتاج الطوعية من قبل تحالف «أوبك بلس» التي بدأت في يناير كانون الثاني.
تباين بين توقعات أوبك ووكالة الطاقة
خلصت دراسة أجرتها وكالة رويترز إلى أن التباين في توقعات «أوبك» و وكالة الطاقة الدولية إزاء نمو الطلب على النفط، توسَّع بأكبر قدر منذ عام 2008 على الأقل.
ونظراً لأنهما أهم جهتين يترقب العالم تقاريرهما في هذا الصدد، يرسل هذا الاختلاف بين التوقعات إشارات متباينة إلى التجار والمستثمرين عن قوة سوق النفط في عام 2024، وعن وتيرة تحول العالم نحو استخدام وقود أقل تلويثاً للبيئة على المدى الطويل.
فمن ناحية، توقعت وكالة الطاقة الدولية في فبراير شباط أن يرتفع الطلب بمقدار 1.22 مليون برميل يومياً في عام 2024، بينما تتمسك أوبك بتقديرها ارتفاعاً قدره 2.25 مليون برميل يومياً، وهو فارق يمثل نحو واحد في المئة من الطلب العالمي.
وخلص تحليل رويترز لتقارير وكالة الطاقة الدولية وأوبك الشهرية على مدى 16 عاماً إلى أن الفجوة البالغة 1.03 مليون برميل يومياً في فبراير شباط كانت الأكبر من حيث قيمة البرميل في تلك الفترة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي طُلب منها التعليق على توقعاتها لعام 2024، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن التباطؤ هذا العام يعادل العودة إلى مستويات النمو التي شهدناها قبل جائحة كورونا، وإن التباطؤ واضح بالفعل في بيانات تسليمات النفط.
بينما قالت «أوبك» في ردها على التحليل، إن توقعاتها لنمو الطلب في 2023 البالغة 2.5 مليون برميل يومياً تقل بقدر ضئيل جداً عن الرقم الأولي الذي أعلنته في يوليو تموز 2022، دون أن تقدم تعليقاً عن توقعاتها لعام 2024.
وفي الوقت الذي تتوقع فيه «أوبك» استمرار ارتفاع استخدام النفط خلال العقدين المقبلين، ترى وكالة الطاقة الدولية أنه سيصل إلى ذروته بحلول عام 2030 مع تحول العالم إلى الطاقة النظيفة.
وجددت منظمة «أوبك» هذا الأسبوع توقعاتها بأن عام 2045 لن يشهد ذروة في الطلب على النفط، مشيرة إلى نمو متوقع خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بالتزامن مع حدوث تراجع عن بعض السياسات الأولية المتعلقة بصافي الانبعاثات الصفرية.
ويقول المحللون في دراسة رويترز، إن توقعات الوكالة والمنظمة متقاربة إحصائياً من حيث دقة التنبؤ، ما يزيد صعوبة تحديد أيهما سيكون صحيحاً بناء على تتبع السجل.
ومن بين 20 محللاً ردوا على سؤال حول ما إذا كان الطلب سيصل إلى ذروته بحلول عام 2030، أجاب 12 محللاً بالنفي، ما يوحي بأن «أوبك» قد تكون محقة في هذه النقطة على الأرجح.