قالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز إن شركة أرامكو السعودية العملاقة تجري محادثات مع شركتي تيلوريان ونيكست ديكيد الأميركيتين بشأن مشروعين منفصلين لل غاز الطبيعي المسال، وسط مساع من أرامكو للتوسع في تجارة وإنتاج الغاز.
وازدهر إنتاج الغاز في الولايات المتحدة على مدى العقد الماضي في ظل تنافس شركات نفط كبرى ومنافسين لأرامكو، مثل قطر للطاقة، على بناء عدة مشروعات لتصدير الغاز إلى أوروبا وآسيا.
وتجري أرامكو محادثات مع تيلوريان لشراء حصة في محطة دريفت وود للغاز الطبيعي المسال التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 27.6 مليون طن سنوياً وتقع بالقرب من بحيرة تشارلز بولاية لويزيانا الأميركية.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لأن المحادثات غير معلنة، إن مسؤولي أرامكو زاروا الموقع ثلاث مرات الشهر الماضي، وإن مسؤولين تنفيذيين من شركة وودسايد الأسترالية كانوا بصحبتهم في إحدى تلك الزيارات.
وتجري أرامكو أيضاً محادثات مع شركة الغاز الطبيعي المسال الأميركية نيسكت ديكيد سعياً لإبرام اتفاق طويل الأجل لشراء الغاز من وحدة معالجة خامسة مزمعة في منشأتها في ريو جراندي البالغة قيمتها 18 مليار دولار.
وامتنعت أرامكو عن التعليق، وقالت تيلوريان إنها لا تعلق على تكهنات السوق، وقالت وودسايد إنها تقيّم باستمرار فرص النمو العضوي وغير العضوي لكنها امتنعت عن التعليق أكثر من ذلك، ولم ترد نيكست ديكيد بعد على طلب رويترز للتعليق.
وتسعى أرامكو لتعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال التي من المتوقع أن تنمو بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030، خصوصاً في الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن تزيد القدرة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال لنحو المثلين تقريباً خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأمضت تيلوريان سنوات وأنفقت مئات الملايين من الدولارات في محاولة لتمويل وبناء محطة دريفت وود.
وفي الخريف الماضي، حذرت تيلوريان المستثمرين من أن الشركة قد لا تتمكن في غضون عام من تغطية تكاليف التشغيل والديون بسبب استمرار الخسائر وتضاؤل الاحتياطيات النقدية.
وقال كوشال راميش، نائب رئيس شركة ريستاد إنرجي لأبحاث الغاز الطبيعي المسال، إن الاستثمار في أرامكو يمكن أن يوفر التحول الذي تحتاجه محطة دريفت وود للغاز الطبيعي المسال.
ولن تتأثر دريفت وود بوقف الرئيس الأميركي جو بايدن مؤقتاً مشروعات تصدير الغاز الطبيعي المسال، إذ إن لديها بالفعل تصريحاً من وزارة الطاقة لتصدير الغاز فائق التبريد الخاص بالمحطة إلى البلدان التي ليست لديها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة.
ومددت لجنة تنظيم الطاقة الاتحادية الأميركية في فبراير شباط تصريحاً لتيلوريان ثلاث سنوات لاستكمال بناء دريفت وود.
وأرامكو واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم وأكبر مصدر له، إذ تضخ نحو 10 في المئة من إمدادات النفط الخام في العالم.
ومع ذلك، فإن وجودها في سوق الغاز الطبيعي المسال يتضاءل أمام قطر، كما تتمتع أدنوك الإماراتية بوجود أكبر في هذه السوق.
وقامت أرامكو بأول استثمار لها في الغاز الطبيعي المسال في الخارج عندما اشترت حصة في شركة ميد أوشن إنرجي، ومقرها الولايات المتحدة، مقابل 500 مليون دولار العام الماضي.
وذكرت رويترز في مارس آذار أن أرامكو تجري محادثات للاستثمار في مشروع بورت آرثر التابع لشركة سيمبرا إنفراستراكتشر في تكساس.
كما أنها تنافس شركة شل لشراء أصول شركة بافيليون إنرجي لتجارة الغاز الطبيعي المسال المملوكة لشركة تيماسيك.
(رويترز)