أشعل مئات المتظاهرين في قرية بمحافظة الديوانية جنوب العراق النار في إطارات السيارات، اليوم الاثنين، لقطع طريق رئيسي احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه في ظل حرارة لا تطاق، حسب ما أفاد مصور وكالة الأنباء الفرنسية.
وتعد أزمة الكهرباء حساسة للغاية في العراق، إذ تشتد الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي في الصيف عندما تقترب درجات الحرارة من 50 درجة، ما يؤدي إلى تفاقم السخط الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة ويقوضه الفساد.
فيما يعكس تشعب الأزمات التي تثقل كاهل البلد الذي يبلغ عدد سكانه 43 مليون نسمة رغم غناه بالنفط، اضطرار عشرات القرى في محافظة الديوانية للعيش من دون مياه جارية في المنازل، بسبب الجفاف وانخفاض منسوب الأنهار.
وقال المتظاهر يوسف كمال في قرية الشافعية «لا ماء لا زراعة، كلّها (الناس) هاجرت (إلى المدن للحصول على عمل)، لا كهرباء عندنا».
وأضاف «كنا نحصل على الكهرباء لمدة ساعتين، الآن (نحصل عليها) لمدة ساعة وربع، تأتي وتنقطع، تأتي وتنقطع».
واحتشد نحو 500 متظاهر الاثنين في محيط بلدية القرية، وفق مصور فرانس برس، وقاموا بإحراق الإطارات لقطع طريق رئيسي يربط عدة محافظات جنوبية.
أزمة الكهرباء في العراق
يكرر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بانتظام الإشارة إلى ضرورة قيام العراق بتنويع مصادر الطاقة لديه، بهدف زيادة إنتاجه من الكهرباء ووضع حد لانقطاع التيار الكهربائي، كما تقوم السلطات بأعمال صيانة في القطاع لتحسين إمدادات الكهرباء.
وفي فبراير شباط 2024، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، خلال مقابلة حصرية مع «CNN الاقتصادية»، «مع الأسف الشديد دخل الفساد في الكهرباء، هذا السبب الرئيسي للأزمة وأنا لا أخفيه»، مشدداً على حاجة شبكة الكهرباء في البلاد إلى عملية تطوير شاملة.
وبين الارتفاع المستمر في درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، يعد العراق إحدى الدول الخمس الأكثر تعرضاً لتأثيرات تغير المناخ في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
وكانت الحكومة قد وجهت بتقليص عدد ساعات الدوام في المؤسسات الرسمية إلى 6 ساعات بدلاً من ثمانٍ، على أن يكون وقت بدء الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة في المحافظات، عدا العاصمة بغداد، في الساعة السابعة صباحاً وانتهاء الدوام في الساعة الواحدة ظهراً، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية.
ينتج العراق نحو 26 ألف ميغاواط من الكهرباء في حين تبلغ احتياجات البلاد نحو 35 ألف ميغاواط، وبلغت التكاليف التشغيلية لشبكة الكهرباء العراقية في عام 2019 نحو 9.3 مليار دولار، بينما كانت إيرادات الوزارة أقل من مليار دولار.
وينفق العراق ما يقرب من 4 مليارات دولار سنوياً على واردات الغاز والكهرباء من إيران، بينما يحرق في الوقت نفسه كميات هائلة من الغاز الطبيعي كمنتج ثانوي في قطاع الهيدروكربونات.