قالت لجنة عينتها الحكومة السويدية يوم الاثنين إن خطط البلاد لتوسيع الطاقة النووية للمساعدة في معالجة تغير المناخ من المرجح أن تكلف نحو 400 مليار كرونة، أو ما يعادل 38 مليار دولار، ويجب تمويلها من خلال قروض حكومية وضمانات أسعار.
وتريد الحكومة 2500 ميغاواط من الطاقة النووية الجديدة بحلول عام 2035 -وهو ما يعادل مفاعلين جديدين- وعشرة مفاعلات جديدة بعد عقد من الزمان.
لكن القطاع الخاص ابتعد عن الاستثمار، قلقاً بشأن مخاطر المشاريع التي يبلغ عمرها الافتراضي نحو 100 عام، والتي تتطلب تكاليف بدء تشغيل ضخمة وقد تستغرق أكثر من عِقد لتحقيق أي أرباح.
وقال رئيس اللجنة ماتس ديلين «التحدي الذي يواجه أولئك الذين يريدون بناء طاقة نووية جديدة هو أن المخاطر تُرى على أنها متعددة وكبيرة جداً».
في العام الماضي، قالت الحكومة إنها ستحتاج إلى تحمل حصة أكبر من التكاليف وعينت لجنة للنظر في سبل الحصول على أفضل صفقة لدافعي الضرائب.
واقترحت اللجنة إنشاء أسطول من أربع أو خمس محطات طاقة جديدة بقدرة مركبة تتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف ميغاواط من أجل جعل البرنامج فعالاً من حيث التكلفة، وقالت إن الدولة يجب أن تقرض شركات الطاقة النووية 75 في المئة من تكلفة بناء محطات الطاقة مع مساهمة الملاك بنسبة 25 في المئة، ويجب تمويل تجاوزات التكلفة بالنسب نفسها، وقالت اللجنة إن الحكومة يجب أن تضمن سعر كهرباء بنحو 0.8 كرونة سويدية/ كيلوواط في الساعة (0.0760 دولار) للمستثمرين على مدى 40 عاماً.
وكان السويديون صوتوا في عام 1980 للتخلص التدريجي من الطاقة النووية، لكن الحاجة إلى معالجة تغير المناخ أجبرت على إعادة التفكير، وأصبحت الطاقة النووية الآن محوراً لاستراتيجية الائتلاف اليميني الحالي لتحقيق هدفه المتمثل في صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2045.
ومع ذلك، أشار المنتقدون إلى تجاوزات ضخمة في التكاليف والتأخيرات التي استمرت لعِقد والتي واجهتها مشاريع حديثة مثل هينكلي بوينت سي في بريطانيا وفلامفيل 3 في فرنسا.
ويقولون إنه لا يمكن بناء الطاقة النووية في الوقت المناسب لتلبية الزيادة في الطلب على الكهرباء، مشاريع مثل مصانع الصلب الأخضر وإنتاج البطاريات والتعدين والتي من المتوقع أن تتطلب 88 تيراواط ساعة إضافية من الطاقة في العقد المقبل، ويقولون إن البرنامج يخاطر بأن يكون باهظ التكلفة للغاية.
ومع ذلك، تقول الحكومة إن الطاقة النووية هي الطريقة الوحيدة لتوفير طاقة موثوقة عندما تكون طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية غير متصلة بالإنترنت وتلبية الطلب في أوقات الذروة.
تمتلك السويد حالياً ست مفاعلات قيد التشغيل، تم بناؤها جميعاً في السبعينيات والثمانينيات.
(رويترز)