بلغت تكلفة مشروع «إيسترن جرين لينك 2» 3.4 مليار جنيه إسترليني عند تشغيله في عام 2029، ليوفر 2 غيغاواط من الطاقة على مسافة 436 كيلومتراً، من إسكتلندا إلى يوركشاير، بزيادة تقترب من 30 في المئة مقارنة بتوافر الذروة عبر الحدود اليوم.

ويعد مشروع «إيسترن جرين لينك 2» هو أول مشروع يتلقى الموافقة النهائية على التمويل من مكتب «أسواق الغاز والكهرباء» بموجب قواعد جديدة لتسريع تسليم البنية التحتية.

ولكن المشكلة تكمن في أن تحديث شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة من أجل التحول في مجال الطاقة يشكل مهمة ضخمة إلى الحد الذي يجعل هذا المشروع لا يشكل أي تأثير يذكر، والتحدي عالمي؛ فقد ضاعفت شركة الشبكة الوطنية خطتها الاستثمارية إلى 60 مليار جنيه إسترليني تقريباً، وسوف يخصص ما يقرب من 80% منها لشبكات الكهرباء.

وتقدر شركة غولدمان ساكس أن أوروبا وحدها سوف تحتاج إلى ما يقرب من 800 مليار يورو للنقل والتوزيع في العقد المقبل، حسبما ذكرت فايننشال تايمز.

هناك سببان، الأول هو أن الطلب على الكهرباء سوف يرتفع بشكل حاد مع انتشار السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية.

والثاني هو أن مصادر الطاقة المتجددة تولد الكهرباء في أماكن مختلفة عن محطات الطاقة الأحفورية القديمة.

إن توليد طاقة الرياح في إسكتلندا يزداد بشكل متزايد، وحتى مع هذه القطعة من المعدات، لا توجد سعة نقل كافية لتوصيلها إلى مناطق الطلب في جنوب المملكة المتحدة.

ويعتقد توم إدواردز من «كورنوال إنسايت» أن ذروة إنتاج الكهرباء في إسكتلندا ربما تبلغ 10-14 غيغاواط، مقارنة باستهلاك الذروة المحلي البالغ 3 غيغاواط، وقد تضيف إسكتلندا ما يصل إلى 10 غيغاواط من القدرة الإنتاجية بحلول عام 2030.

والأسوأ من ذلك أن الاختناقات في النقل ليست سوى جزء من المشكلة، إذ تكافح مصادر الطاقة المتجددة للاتصال بالشبكة، حيث توجد أكثر من 700 غيغاواط من القدرة المحتملة عالقة في قائمة الانتظار، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «أكتوبس إنرجي» في يونيو حزيران، ولم تسفر الجهود المبذولة لمعالجة هذه المشكلة عن تسريع ملموس.

إن عملية المسار السريع التي تنفذها هيئة تنظيم الكهرباء في أميركا في ما يتصل بالبنية الأساسية للنقل تقدم شرارة من الأمل، إذ إن شركة تشغيل نظام الكهرباء التابعة للشبكة الوطنية لديها خمسة مشاريع في المسار الجديد، بقدرة إجمالية تبلغ 10 غيغاواط من سعة النقل.

كما أن اليقين الأكبر بشأن التمويل يسمح للشركة المشغلة بتأمين الإمدادات النادرة من الكابلات وسفن مد الكابلات.

ولكن على الرغم من هذه الجهود، فمن الصعب التخلص من الشعور بأن تنفيذ خطط الاستثمار العملاقة التي أعلنت عنها شركات المرافق العامة لا يزال طموحاً بشكل مذهل، كما هو الحال مع الأمل في إزالة الكربون من شبكات الكهرباء في أي وقت قريب.