بدأت مصفاة دانغوتي في نيجيريا، التي تُعد أكبر مصفاة في إفريقيا، أخيراً بتسليم البنزين، ما يشكل تحولاً كبيراً للبلد الغني بالنفط والذي يواجه بانتظام نقصاً في الوقود.

المصفاة التي تأخرت كثيراً والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 650,000 برميل يومياً، والتي شيدها الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي، بدأت في إنتاج الديزل ووقود الطائرات منذ يناير كانون الثاني، لكن كانت نيجيريا مضطرة للاعتماد على واردات البنزين المكلفة للحفاظ على سير المركبات بسبب نقص المصافي.

في الثالث من سبتمبر أيلول الجاري، بدأت المصفاة أخيراً في إنتاج البنزين، وفي يوم الأحد، وصلت نحو 500 شاحنة من شركة النفط الوطنية النيجيرية، التي تديرها الدولة، إلى المنشأة الكبيرة لبدء تسليم الوقود، في ما وصفه وزير المالية والي إدون بـ«يوم الإنجاز التاريخي».

وقال إدون «لقد حققنا اليوم خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة في نيجيريا»، مضيفاً أن «هذه خطوة هامة نحو تأمين الطاقة في نيجيريا».

تبادل نيجيريا النفط الخام الذي تصل قيمته إلى مليارات الدولارات مقابل البنزين الذي كانت تدعمه لسنوات للحفاظ على أسعار منخفضة محلياً.

وأدت واردات الوقود والدعم إلى استنزاف كبير في احتياطيات النقد الأجنبي في وقت تعاني فيه نيجيريا من تراجع إيرادات النفط ونقص العملة الأجنبية.

قال نائب رئيس شركة دانغوتي إندستريز ديفاكومار إدوين إن المصفاة ستلبي «جميع احتياجات البلاد» باستخدام 44 في المئة فقط من إنتاجها.

وأضاف إدوين أن المصفاة التي كان من المقرر أن تُفتتح في البداية في عام 2021، ستسهم في تقليل الاعتماد على الواردات، وكذلك في تخفيف الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي في نيجيريا من خلال إيرادات الصادرات.

تم تدشين المصفاة رسمياً العام الماضي من قبل الرئيس السابق محمدو بوهاري.

منذ توليه المنصب في مايو أيار من العام الماضي، أنهى الرئيس بولا أحمد تينوبو الدعم الطويل الأمد للوقود وقام بتحرير سعر صرف النيرة في إصلاحات اقتصادية يقول إنها ستجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزز النمو على المدى الطويل.

لكن على المدى القصير، تضاعفت أسعار الوقود، ووصلت نسبة التضخم إلى أعلى مستوى لها خلال ثلاثة عقود عند 34 في المئة في يونيو، وانهارت النيرة أمام الدولار، ما زاد من ضغوط الأسعار على السلع المستوردة.

شهدت العاصمة الاقتصادية لاجوس أسابيع من الطوابير الطويلة المتقطعة أمام محطات الوقود بسبب نقص الوقود.

رفعت شركة الطاقة المملوكة للدولة أسعار البنزين من 568 نيرة (0.36 دولار) للتر إلى 855 نيرة على الأقل يوم الثلاثاء، وغالباً ما تكون الطوابير أقصر في محطات الوقود الخاصة لأنها تبيع بأسعار أعلى.

قالت الشركة في بداية سبتمبر إن الضغوط المالية قد أعاقت قدرتها على الحفاظ على إمدادات الوقود، حتى بعد أن أعلنت عن تحقيق أرباح قياسية الشهر الماضي قدرها 3.3 تريليون نيرة أو 2 مليار دولار.

من المتوقع أن يكون البنزين من المصفاة متاحاً في محطات الوقود بدءاً من الأول من أكتوبر تشرين الأول المقبل.

(أ ف ب)