توقعت مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال، أن يكون لانخفاض أسعار النفط المتوقع في عام 2025 تأثير سلبي على تجارة الغاز الطبيعي المسال، حيث ترتبط أسعار الغاز بسعر خام برنت.

وتقول ستاندرد آند بورز غلوبال، إن عوامل العرض والطلب ستظل تسيطر على أسعار الغاز خلال العام القادم، وقد تحد من تأثيرات تراجع أسعار النفط العالمية المتوقعة خلال العام القادم، حيث إن ارتفاع الطلب على الغاز المسال خلال فصل الصيف قد يرفع أسعاره مرة أخرى.

يقول تشي شين تشونج، مدير الأبحاث والتحليل ستاندرد آند بورز غلوبال، إنه مع وجود وجهة نظر هبوطية بشأن أسعار النفط الخام حتى عام 2025، «فإن هذا يعني أن تكلفة الغاز الطبيعي المسال بموجب العقود طويلة الأجل ستكون أقل، ومع ذلك، قد لا يترجم هذا إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في الشتاء القادم، حيث إن الأسعار ستُحدد من خلال أساسيات العرض والطلب».

وحسْب أحدث تقرير لسوق النفط من شركة كوموديتي أنسايتس، فإنه من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت خلال الفترة من عام 2030 إلى 2040 نحو 73 دولاراً للبرميل، و67.6 دولار للبرميل خلال الفترة من 2040 إلى 2025.

ووفقاً لستاندرد آند بورز غلوبال، فإن أساسيات العرض والطلب في سوق الغاز ستحدد أسعاره خلال موسم الصيف القادم، حيث يتطلع التجار لذلك الموسم، لزيادة الأسعار، بعد أن استطاعت أوروبا ملء خزاناتها بالغاز استعداداً لفصل الشتاء.

وحسب بيانات بلاتس التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال، فإن عقود الغاز الهولندي TTF خلال صيف 2025، كانت تحوم حول خصم يبلغ نحو يورو واحد/ ميغاواط/ ساعة مقارنة بعقد شتاء 2025 منذ بداية أغسطس.

قيّمت بلاتس عقد صيف 2025 للغاز الطبيعي المسال في شمال غرب أوروبا عند 11.642 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 10 سبتمبر، بينما تم تقييم عقد شتاء 2025 عند 12.11 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للغاز الطبيعي المسال في شمال غرب أوروبا.

كان الخصم البالغ 47 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لصيف 2025 مقابل شتاء 2025 هو أدنى فارق موسمي للغاز الطبيعي المسال منذ 15 فبراير.

وبالمقارنة، تم تقييم صيف 2024 عند 14.870 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 10 سبتمبر 2023، بينما تم تقييم شتاء 2024 عند 16.145 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وكان الفارق البالغ 1.275 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أوسع بكثير من الفارق الحالي البالغ 47 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مع عدم اليقين في السوق الذي يضغط على المشاعر.

يتوقع التجار أن يكون عام 2025 أكثر صرامة مما كان متوقعاً في السابق نظراً للتأخير في المشاريع الأميركية، ورغم أن هذه المشاريع قد توفر الإمدادات الإضافية المطلوبة في النصف الأخير من عام 2025، يتوقع بعض التجار أن يستمر هذا الضيق حتى عام 2027.

اعتمد الاتحاد الأوروبي لائحة جديدة في يونيو 2022 بشأن التزامات ملء خزانات الغاز، التي تتطلب من الدول الأعضاء تلبية أهداف الامتلاء -لأول مرة- على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وكان مطلوب من الدول الأعضاء ملء مواقع التخزين الخاصة بها بنسبة 80% من السعة بحلول 1 نوفمبر 2022 و90% من السعة بحلول 1 نوفمبر في السنوات اللاحقة.

في الفترة من 1 أبريل إلى 9 سبتمبر، بلغ متوسط الحقن الصافي في مخازن الاتحاد الأوروبي 2.45 تيراواط في الساعة، ما يجعل مخزونات أوروبا ممتلئة بنسبة 93.09% ابتداء من 9 سبتمبر، مع تخزين 1066 تيراواط في الساعة من الغاز، وفقاً لأحدث البيانات من Gas Infrastructure Europe، يقارن هذا بمتوسط الحقن الصافي البالغ 2.55 تيراواط/ ساعة في صيف عام 2023، و3.78 تيراواط/ ساعة في صيف عام 2022.

ويقول أندرياس شرودر، رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجانس سيرفيسيز ICIS، في تصريحات سابقة لـCNN الاقتصادية، إن أوروبا نجحت بالفعل في ملء خزاناتها بالغاز الطبيعي لتلبية احتياجاتها في فصل الشتاء «وهذا مبكر نسبياً».

ويقول شرودر، إن أوروبا قد أمنت أكبر قدرٍ ممكن من الغاز من خلال التخزين، «ولكن عليها تأمين كميات إضافية من الغاز من خلال الاتفاق على تم تسليمها في الوقت المحدد من خلال الغاز الفوري أو من خلال شحنات الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها».

وأضاف رئيس تحليلات الطاقة في مؤسسة إندبندنت كوموديتي إنتليجانس سيرفيسيز ICIS، «نرى حالياً انخفاضاً في الغاز الطبيعي المسال القادم إلى أوروبا إلى جانب ضعف الطلب على التخزين، ولكن بحلول الشتاء، نتوقع انتعاش الطلب على تخزين الغاز مرة أخرى، حيث يمكن لأوروبا بالتأكيد التعامل مع شتاء معتدل أو شتاء بدرجات حرارة طبيعية، إلا أنه في حال الشتاء الأكثر برودة سيحرك بعض أسعار عقود عام 2025 للأعلى نظراً لأن المخزون سوف ينضب بشكل أسرع من المتوقع».

وعانت أوروبا خلال عام 2022 أزمة حادة في الطاقة بسبب توقف إمدادات الغاز من روسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تلف خطَّي «نورد ستريم» لنقل الغاز الروسي، وهو ما دفعها خلال العام الماضي إلى تخزين كميات كبيرة من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد على الغاز خلال فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة.