ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لمستويات قياسية، بدعم من قيود الشحن في البحر الأحمر و موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لما أظهره مسح بلاتس التابع لمؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال.

وقامت بلاتس بتقييم مؤشر شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لشهر أكتوبر عند 13.266 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 19 أغسطس، بزيادة 11.1 سنت لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في اليوم وبعلاوة 30 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية على مؤشر شمال غرب أوروبا، ارتفاعاً من علاوة 27.5 سنتاً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية التي شوهدت في اليوم السابق.

وبحسب مسح بلاتس، فإن موجات الحر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط أدت إلى زيادة الطلب على التبريد وأدت إلى ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي المسال لتوليد الطاقة، «كما أدت قيود الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض عدد الشحنات القادمة من الشرق الأوسط إلى منطقة شرق المتوسط، التي تضم تركيا واليونان وكرواتيا وإيطاليا».

وبلغت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى شرق المتوسط ​​هذا الشهر 11 شحنة بدءاً من 20 أغسطس آب الحالي، وفقاً لبيانات كوموديتي إنسايتس.

واستوردت إيطاليا سبع شحنات، اثنتان منها متجهتان إلى تركيا، وواحدة إلى كل من كرواتيا واليونان.

ووفقاً لبلاتس، فإن السوق ستستمر في ترقب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في الربع الرابع من العام حتى الربع الأول من عام 2025، مع انتهاء ترتيبات نقل الغاز عبر خط أنابيب روسيا وأوكرانيا.

وقال محللون في ستاندرد آند بورز غلوبال، إنه من المتوقع عدم استمرار التدفقات الروسية من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2025، «ما يخفض الإمدادات بنحو 33 مليون متر مكعب يومياً من إمدادات خط الأنابيب الروسي إلى أوروبا».

ووفقاً لبلاتس، فإن موجات الحر في شرق البحر الأبيض المتوسط أدت إلى تحول كرواتيا إلى “مركز لاستقبال الغاز المسال ونقله لباقي الدول الأوروبية، حيث بدأت كرواتيا في استقبال شحنات الغاز الخاصة بالدول الأوروبية منذ عام 2022، مع بداية الصراع بين روسيا وأوكرانيا في فبراير من العام نفسه”.

ويقول المحللون إن كرواتيا تعتزم توسيع دورها كمركز إقليمي لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال في السنوات القادمة، حيث تهدف إلى استخدام زيادة قدرة إعادة التغويز وتطوير خطوط الأنابيب لزيادة صادراتها من الغاز إلى الدول المجاورة، مثل المجر وسلوفينيا.

وفقاً لبيانات شركة Gas Infrastructure Europe (GIE)، بلغ ضخ الغاز في مرافق تخزين الغاز تحت الأرض في أوروبا 301 مليون متر مكعب في 12 أغسطس آب، كما بلغ إجمالي إمدادات الغاز الطبيعي المسال من المحطات إلى نظام نقل الغاز في أوروبا في يوليو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021.

وعانت أوروبا خلال عام 2022 أزمة حادة في الطاقة بسبب توقف إمدادات الغاز من روسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تلف خطي «نورد ستريم» لنقل الغاز الروسي، وهو ما دفعها خلال العام الماضي إلى تخزين كميات كبيرة من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد على الغاز خلال فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة.