في خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الطاقي بين القارات، أعلنت قبرص يوم الثلاثاء دعمها لمشروع طموح يهدف إلى ربط شبكات الكهرباء بين أوروبا والشرق الأوسط. المشروع، المعروف بـ«الربط البحري بين أوروبا وآسيا»، سيشمل بناء خط كهربائي يمتد من اليونان عبر جزيرة كريت وقبرص وصولاً إلى إسرائيل، بتكلفة تقديرية تبلغ 2.4 مليار يورو (2.7 مليار دولار)، حيث تشكل تكلفة الربط مع قبرص نحو 1.9 مليار يورو.
أكد مصدر مطلع أن الحكومة القبرصية قد أعطت الضوء الأخضر للمشروع خلال اجتماع لمجلس الوزراء اليوم، لكن تفاصيل مشاركة قبرص في المشروع ستحدد لاحقاً، ومن المتوقع أن يدلي وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو بتعليقات حول المشروع في وقت لاحق من اليوم، وفقاً لرويترز.
عند اكتماله، سيصبح هذا الخط الكهربائي عالي الجهد الأطول في العالم بطول 1240 كيلومتراً، والأعمق عند عمق 3000 متر، وقد أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لتمويل جزء من هذا المشروع الطموح، الذي من المقرر أن ينتهي بحلول عام 2030.
يواجه المشروع تحديات معقدة تتعلق بالحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً بين اليونان وقبرص وتركيا، هذه المسائل قد تؤدي إلى تأخيرات وتكاليف إضافية، لا سيما في ظل المعارضة المحتملة من تركيا، والتي قد تؤثر على سير المشروع.
وفي هذا السياق، أشار هاري تزيميتراس، الأكاديمي ومدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، إلى أن المشروع يقع ضمن مياه دولية، ما يسمح للدول بوضع الأنابيب والكابلات، ومع ذلك، هناك مناطق تطالب بها تركيا باعتبارها جزءاً من جرفها القاري، ما قد يعقد الأمور، ورغم صعوبة تأكيد الحاجة للموافقة المسبقة وفق النظام القانوني الدولي، فإن القضايا السياسية والاستعراضات العسكرية تبقى سائدة.
في يونيو الماضي، أرسلت تركيا قطعاً بحرية لمراقبة سفينة تعمل على مسح متعلق بالكابلات بالقرب من جزيرة يونانية، وعارضت أحياناً سفن المسح الخاصة بالغاز قبالة سواحل قبرص.