في ضوء الدمار الذي خلفه إعصار هيلين في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنسبة 5% لتصل إلى 2.9 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، الإعصار الذي ضرب مناطق عدة مثل فلوريدا وجورجيا وكارولينا، أدى إلى قطع الكهرباء عن الملايين وأجبر منتجي الغاز في خليج المكسيك على خفض الإنتاج بشكل ملحوظ.
التأثير لم يقتصر على خفض الإنتاج فحسب، بل شمل أيضاً زيادة الطلب على الغاز الطبيعي المسال من مصنع تصدير تابع لشركة Venture Global في لويزيانا، حيث وصلت التدفقات إلى ما يقارب 35 مليون قدم مكعب يومياً في منتصف أغسطس، رغم أن هذا يمثل فقط جزءاً صغيراً من طاقة المصنع الكاملة البالغة 1.8 مليار قدم مكعب.
إلى ذلك، يتوقع المركز الوطني للأعاصير أن تتحرك بقايا الإعصار من جورجيا وكارولينا الجنوبية نحو تينيسي وكنتاكي، ما قد يستدعي المزيد من الحذر في الأيام المقبلة.
على الرغم من الأضرار التي ألحقها الإعصار بالبنية التحتية للطاقة، فإن مصانع الغاز الطبيعي المسال تظل حتى الآن خارج دائرة التأثير المباشر، ما يساعد في الحفاظ على استقرار الطلب على الغاز.
في تقرير صادر عن مكتب السلامة والبيئة الأميركي، أُشير إلى أن نحو 20% من إنتاج الغاز في خليج المكسيك قد توقف، على الرغم من أن الإنتاج من الأحواض الصخرية الداخلية في الولايات المتحدة ما زال آمناً وبعيداً عن تأثيرات الإعصار المباشرة.
ومع استمرار هذه الأوضاع، من المتوقع أن تسجل أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها الأسبوعي الخامس على التوالي بزيادة قدرها 18% هذا الأسبوع، ما يشير إلى توتر متزايد في السوق واحتمالية استمرار الصعود في الأسعار في المستقبل القريب.