دعا الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها بدولة الإمارات، إلى توحيد الجهود العالمية من أجل تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، لافتاً إلى الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة الكهربائية بما لا يقل عن 1.5 تريليون دولار سنوياً، ووضع سياسات وأنظمة تمكّن تسريع تلك الاستثمارات وحمايتها.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول ( أديبك 2024) الذي ينعقد في الفترة من 4 إلى 7 نوفمبر الجاري، وافتتحه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، بحضور الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وأوضح د.الجابر أن عدد سكان كوكب الأرض سيزداد بمقدار 1.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، معظمهم في دول الجنوب العالمي، ونتيجة لذلك تزداد ضرورة نمو وتحول أسواق الطاقة، وإحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة.

الذكاء الاصطناعي والطاقة

أشار د. الجابر إلى أن احتياجات الذكاء الاصطناعي ستزيد الطلب على الطاقة بشكلٍ كبير، مؤكداً أن «الذكاء الاصطناعي يُعدّ أحد أبرز الابتكارات في عصرنا، وهو يتمتّع بالقدرة على تسريع وتيرة التغيير، ويُعيد تشكيل حدود الإنتاجية والكفاءة، ولديه القدرة على دعم تحقيق نقلة نوعية في منظومة الطاقة ودفع النمو منخفض الكربون».

وأضاف د. الجابر «النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي أدّى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة الكهربائية لم يكن أحد ليتوقعها قبل 18 شهراً أي عند انطلاق خدمة ChatGPT»، مشيراً إلى أن كثافة استهلاك الطاقة الناتجة من إدخال أمر واحد إلى ChatGPT تعادل عشرة أضعاف مثيلتها عند إجراء عملية بحث عبر «غوغل».

وقال «بالتزامن مع التوسع في استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نشهد نمواً في أعداد مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاته الحسابية الضخمة وسريعة النمو.. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد هذه المراكز خلال السنوات الـست القادمة، وهذا سيتطلب 150 غيغاوات على الأقل من القدرة المُركّبة للطاقة الكهربائية بحلول عام 2030 وضعف هذا الحجم بحلول عام 2040».

وضمن استراتيجية «أدنوك» للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، أعلن الدكتور سلطان الجابر إطلاق حل نوعي، وهو معرض «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» والذي تم تطويره بالشراكة مع إيه آي كيو، و«جي 42» و«مايكروسوفت».

وأوضح أن هذا الحل سيقوم باستخدام أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» على نطاقٍ واسع لأول مرة في قطاع الطاقة، وسيعمل على تحليل أكثر من بيتابايت من البيانات بشكلٍ ذاتي، واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي وتحديد مجالات تحسين العمليات التشغيلية بشكلٍ ذاتي واستباقي.

تنويع مصادر الطاقة.. حاجة مُلحّة

أكد د.الجابر عدم وجود مصدر واحد للطاقة قادر على تلبية هذا الطلب، موضحاً أن تلبيته بصورة مستدامة تحتاج إلى مزيج متنوع من مصادر الطاقة يشمل الطاقة المتجددة والنووية والغاز الطبيعي المسال، إلى جانب توفير البنية التحتية المتطورة وزيادة الاستثمارات، وأكد أن دولة الإمارات تعمل بشكلٍ استباقي لضمان مواكبة منظومتها من الطاقة للمستقبل.

كما لفت إلى أن استراتيجية «أدنوك» للنمو تتماشى مع هذه التوجهات وتركّز على فرص جديدة على امتداد سلسلة القيمة وفي مختلف أنحاء العالم، توسعة حضورها العالمي، وتنفيذ استثمارات استراتيجية طويلة الأمد في مجال الكيماويات على المستوى العالمي، وتعزيز حلول بطاريات التخزين، ودعم مصادر الوقود منخفضة الانبعاثات وتقنيات التقاط الكربون.

وذكر أن قدرة طاقة الرياح والطاقة الشمسية ستنمو سبع مرات، وأن الغاز الطبيعي المسال سينمو بنسبة 65 في المئة، موضحاً أن استخدام النفط سيستمر مصدراً للوقود وكمادة أساسية لصناعة العديد من المنتجات الضرورية والحيوية، وأن الطلب على الكهرباء سيتضاعف بالتزامن مع تزايد المناطق الحضرية في العالم.

كما لفت إلى أن الحاجة لتبني استجابة موحدة وشاملة شكلت الدافع إلى انعقاد مجلس «ENACT» (تفعيل العمل) في أبوظبي يوم أمس، وشملت أبرز مخرجات هذا «المجلس»، الحاجة إلى إدماج الطاقة المتجددة والنووية والغاز بأقل الطرق من حيث التكلفة، وأكثرها كفاءة من حيث خفض انبعاثات الكربون.

وسلّط د. الجابر الضوء على الحاجة إلى المزيد من منشآت البنية التحتية القادرة على تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، ووضع سياسات وأنظمة تمكّن تسريع تلك الاستثمارات، وحمايتها. والاستفادة من قدرة الذكاء الاصطناعي لتحسين مصادر الطاقة، والتنبؤ بفترات الذروة والانخفاض في الطلب، وتعزيز قدرات بطاريات التخزين.

ويستمر معرض «أدبيك 2024» على مدار أربعة أيام، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، ويشمل 10 مؤتمرات وأكثر من 370 جلسة حوارية تستقطب أكثر من 1800 متحدث من مختلف قطاعات الطاقة في العالم.

ويشهد «أدبيك 2024» حضور أكثر من 184 ألف مشارك، ما يجعله أكبر نسخة بتاريخ المعرض حتى الآن، كما سيستضيف الحدث أكثر من 40 وزيراً و200 من كبار المسؤولين التنفيذيين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا والأميركتين.